|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
المال ليس إلها في ذاته، ولا هو شرّ نتجنّبه، فالمال جزء من الرزق إنّما يصير هكذا حينما يسحب المال القلب إلى الاهتمام به والاتكال عليه، فيفقده سلامه ويدخل به إلى ظلمة القلق. فيصبح المال سيد صعب ومخادع وذو قوة وسلطة ينتزع مكانة الله في حياتنا. إذ يجعل من يَعبده يتخلى عن الله وعن ضميره وأحبائه جاريًا وراء المال لان "حُبَّ المالِ أَصْلُ كُلِّ شَرّ، وقَدِ استَسلَمَ إِلَيه بَعضُ النَّاس فضَلُّوا عنِ الإِيمان وأَصابوا أَنفُسَهم بِأَوْجاعٍ كَثيرة" (1 طيموتاوس 6: 10). ويُعلق القديس يوحنا الذهبي الفم "يُسمَّى حب المال سيدًا ليس بطبيعته الخاصة به، وإنَّما بسبب بؤس المنحنين له". يدعو الله الإنسان أن يضع ثقته فيه تعالى أيضا في كل ما يتعلق بالتمييز بين الخير والشر (تكوين 2: 17). فالإيمان بالكلمة الإِلهِيَّة معناه أن نختار بين حكمتين. والمطلوب منا أن نضع الثقة في حكمة الله، ونعدل عن الاعتماد على حكمتنا الذاتية، كما يقول سفر الأمثال "تَوَكَّلْ على الرَّبّ بِكُلِّ قَلبِكَ ولا تَعتَمِدْ على فِطنَتِكَ" (أمثال 3: 5)، لذا لا بدَّ من الثقة بقدرة الخالق ضابط الكل، وبعنايته، لأن كل ما في السَّماء وعلى الأرض هو من صنع يديه (تكوين 1: 1). إنه يسهر على نظام العالم (تكوين 8: 22). ويضمن خصوبة الأرض (أعمال 14: 17)، ويطلع شمسه وينزل غيثه للجميع، أبراراً كانوا أم أشراراً (متى 5: 45)، ويُدبِّر كلّ شيء، بحيث يطلبه الجميع (أعمال 17: 24-28)، ويُسخِّر الشرّ في خدمة الخير، كما اكّد يوسف ابن يعقوب " فالآن لم تُرسِلوني أَنتُم إلى ههُنا، بَلِ اللهُ أَرسَلَني، يقول يوسف لأخوته(تكوين 45: 8) واردف يوسف قائلا "أَنتُم نَوَيتُم عَلَيَّ شَرًا، واللهُ نَوى بِه خَيرًا، لِيَهَبَ الحَياةَ لِشَعبٍ كَثير" (تكوين 50: 20).وبحسب أقوال "الحكماء" أيضاً " لِلإِنْسانِ إِعْدادُ القَلْب ومِنَ الرَّبّ جَوابُ اللِّسان" (أمثال 16: 1). كما تقول الحكمة الشعبية "الإنسان في التفكير والرَّبّ في التدبير. فعقل الإنسان يسعى في تخطيط طريقه والرَّبّ يوجه خطواته. |
|