|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"ما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَيْن، لأَنَّه إِمَّا أَن يُبغِضَ أَحَدَهُما ويُحِبَّ الآخَر، وإِمَّا أَن يَلزَمَ أَحَدَهُما ويَزدَرِيَ الآخَر. لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا لِلّهِ ولِلمال"(متى 6: 24). كشف يسوع هنا للبشر أبوة الله لهم، وما تتطلب عنايته الإِلهِيَّة، وذكّر يسوع بضرورة الاختيار منذ البداية، الاختيار بين كنوز الأرض وكنوز السَّماء. بين الله والمال، والمال يعني هنا قوة استعباد. ولا يمكن أن نخدم إلا سيداً واحداً، وإلاّ يجد الإنسان نفسه مُمزَّقاً بين خدمة المال وخدمة الرَّبّ. ومن هنا جاء قول الرَّبّ يسوع: "ما مِن أَحَدٍ يَستَطيعُ أَن يَعمَلَ لِسَيِّدَيْن، لأَنَّه إِمَّا أَن يُبغِضَ أَحَدَهُما ويُحِبَّ الآخَر، وإِمَّا أَن يَلزَمَ أَحَدَهُما ويَزدَرِيَ الآخَر. لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا لِلّهِ ولِلمال" (متى 6: 24). تكمن تجربة الإنسان الكبرى في خلق "إله" على قياسه ومزاجه يكون ند الله الاله الحقيقي والوحيد، وهو إله المال حيث يصرف الإنسان جلَّ وقته يفكر فيه، ويجعله في المقام الأول، ويهتم به أكثر من اهتمامه بخالق الأشياء ومُعطيها. وعندما يجد نفسه ممزقاً بين خدمة المال وخدمة الرَّبّ يفقد الإنسان طُمأنينته. فالعلاقة مع الله لا تصحّ إلا بثقة كاملة به. أمَّا إذا اتخذ الإنسان المال كإله الذي يعطيه الأمان والحياة، عندئذ يستعبد المال الإنسان فلا يُصبح المال في خدمة الإنسان، بل الإنسان في خدمة المال. إذ يستملك المال على أفكاره وعواطفه ومشاعره وإرادته، فلا يعيش الإنسان إلاّ لهدف واحد وهو المال. وفي هذا الصدد يقول يعقوب الرسول "أَلا تَعلَمونَ أَنَّ صداقَةَ العالَمِ عَداوةُ الله؟ فمَن أَرادَ أَن يَكونَ صَديقَ العالَم أَقامَ نَفْسَه عَدُوَّ الله" (يعقوب 4: 4). |
|