|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"لا يُهِمَّكُم أمرُ الغَد، فالغَدُ يَهتَمُّ بِنَفْسِه. ولِكُلِّ يَومٍ مِنَ العَناءِ ما يَكْفِيه" (متى 6: 34). وهناك تحديات يُريدنا الله أن نواجها خاصة القلق. والقلق يجعل الفرد منقسماً في داخله، ويشغل كلّ أفكاره ويؤثّر سلبيّاً في أسلوب معاملته مع الآخرين، وبالتالي إن قلقنا بالغد يُعرقل جهودنا اليومية ويُقلل من قدرتنا على الاتكال على الله "أُنظُرُوا إلى طُيورِ السَّماء كَيفَ لا تَزرَعُ ولا تَحصُدُ ولا تَخزُنُ في الأَهراء، وأَبوكُمُ السَّماويُّ يَرزُقُها. أَفَلَسْتُم أَنتُم أَثْمَنَ مِنها كثيراً؟" (متى 6: 26)، والقلق يضرُّ ولا يفيد، ويدلُّ على عدم الثقة والإيمان بالله. فهذا كُلُّه يَسْعى إِلَيه الوَثَنِيُّون، وأَبوكُمُ السَّماويُّ يَعلَمُ أَنَّكم تَحْتاجونَ إلى هذا كُلِّه" (متى 6: 32). تحفظنا الحياة كل يوم كي لا يضنينا القلق "لا يُهِمَّكُم أمرُ الغَد، فالغَدُ يَهتَمُّ بِنَفْسِه. ولِكُلِّ يَومٍ مِنَ العَناءِ ما يَكْفِيه" (متى 6: 34). وخير مثال على مواجهة امر الغد هو مثال أنطونيوس الكبير التي تكلم عنه القدّيس أثناسيوس بطريرك الإسكندريّة " دخل أنطونيوس الكنيسة مرّة أخرى، وسمع الربّ يقول في الإنجيل: "لا يهمّكم أمرَ الغد". لم يتحمّل أنطونيوس الكبير أنّه أبقى بعض الأموال جانبًا، فوزّعها كذلك على أكثرهم فقرًا. عهد بأخته إلى عذارى معروفات ومؤمنات، كُنَّ يَعِشْنَ في منزل مع بعضهنّ البعض، لكي تتعلّم هناك. وبعدها كرّس نفسه، قرب منزله، لعمل الحياة التقشفيّة. وإذ كان متيقّظًا على نفسه، واظب على عيش حياة تقشّف" (حياة القدّيس أنطونيوس، أبي الرهبان). |
|