|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فهذا كُلُّه يَسْعى إِلَيه الوَثَنِيُّون، وأَبوكُمُ السَّماويُّ يَعلَمُ أَنَّكم تَحْتاجونَ إلى هذا كُلِّه. تشير عبارة "فهذا كُلُّه يَسْعى إِلَيه الوَثَنِيُّون" إلى السبب الخامس لعدم تعلق تلاميذ يسوع بالدنيويات، لانَّ تلاميذ المسيح واتباعه عندما يهتمون بالمستقبل يكونون كالوثنيين الذين لا يعرفون عناية الله ومحبته الأبوية. أمَّا عبارة "الوَثَنِيُّون" في الأصل اليوناني ἔθνη (معناها أمم لا تعبد الله) فتشير إلى الأمم الوثنية كمثال للمَسْلك الدنيوي وغير الروحي. فهم ليسوا قادرين على النظرة الإيمانية الهادئة والواثقة في الله، حيث أن أفكارهم قاصرة عن الله وعنايته، ويطلبون ما يظنونه لسعادتهم أي الأكل والشرب والملبس. لذلك لا ينبغي على تلاميذ المسيح أن يسلكوا كالذين لا يعرفون الله أباً لهم، بل عليهم أن يعلموا أن الله يهتم بكل احتياجاتهم، كما جاء في تعليم بولس الرسول "وَصِّ أَغنِياءَ هذِه الدُّنْيا بِألاَّ يَتعَجرَفوا ولا يَجعَلوا رَجاءَهم في الغِنى الزَّائِل، بل في اللهِ الَّذي يَجودُ علَينا بِكُلِّ شَيءٍ لِنَتَمَتَّعَ بِه" (1طيموتاوس 6: 17). أمَّا عبارة "أَبوكُمُ السَّماويُّ" فتشير إلى الله كونه أبًا يُحب المؤمنين كحبِّ الوالد لأبنائه، وهو قادرٌ أنْ يعتني بهم بعكس الأب الأرضي الذي لا يَستَطيعُ أحيانا أن يؤمِّن كل احتياجات أولاده. أمَّا عبارة " يَعلَمُ أَنَّكم تَحْتاجونَ " فتشير إلى الله الذي خلقنا وأحبنا ويعلم كل احتياجاتنا، كما صرّح لنا يسوع المسيح " أَنَّ أَباكُم يَعلَمُ ما تَحتاجونَ إِلَيه قبلَ أَن تَسأَلوه" (متى 6: 8). وهو قادر أن يُشبعنا من خيراته. يدعونا يسوع هنا أن نبني الثقة في العِنايَة الرَّبّانية، إذ أنَّ الآب السماوي يعرف ما تحتاج إليه طُيورِ السماء وزنابق الحقل (متى 6: 26-28) فكيف يحرمنا مما نحتاج إليه! |
|