|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من وحي أيوب 4 لتمسح كلماتي بمسحة الحب! * وضع أصحاب أيوب في قلوبهم أن يحطموه! ظنوا أمَّر لحظات نكباته فرصة سانحة للهجوم عليه! لكن ليهجم العالم كله ضده، ماذا يصيبه، مادمت أنت في جانبه! ماذا يهينه، مادمت أنت تشهد له! * كثيرًا ما أظن في نفسي حكيمًا، وأحسب كلماتي صادقة. لكن ما نفع الفهم والحكمة بلا حب؟ لتمسح شفتي بمسحة روحك القدوس، ولتقم حارسًا على فمي، فلا أنطق إلا بما يحمله قلبي من فيض حبك! لأحبك، فأحب خليقتك، وعوض النقد اللاذع أملأ كل نفسٍ بالرجاء فيك! * رأى أليفاز في أيوب البار إنسانًا مرائيًا، ما حلّ عليه من نكبات لا تٌحتمل، هي ثمرة طبيعية لخطاياه الخفية. حسب أيوب حكيمًا في أعين الناس، يعلم الآخرين ويرشدهم، ويراه عاجزًا عن إرشاد نفسه. يراه إنسانًا غير قادرٍ على تنفيذ ما يوصى به! * هب لي عينين مقدستين، فلا أنظر بعيني أليفاز المملوء حقدًا، والمتربص لأخيه البار، كي يقدم ضده اتهامات باطلة! * هب لي عينين مترفقتين بإخوتي، يصرخ قلبي في داخلي: من يضعف وأنا لا أضعف؟ من يعثر وأنا لا ألتهب؟ * في أبوة حانية لم يعرف أيوب السلطة، ولم يكن الآمر الناهي لمن هم تحت سلطانه، بل في أبوة حانية أرشد الكثيرين. لم يكن ما يشغله كل أيام حياته، سوى خلاص كل نفسٍ حتى أفراد أسرته! كان سندًا للضعفاء، يشدد أياديهم المرتخية، ويرفعهم من السقوط، ويثبت الرُكب المرتعشة! حمل صورتك يا محب البشر! وأبَى أن يعمل إلا حسب مسرتك الإلهية! * أحاطت به التجارب لكي تبتلعه، وتوالت الكوارث المفاجئة بلا رحمة، وبدأ أيوب كمن فقد كل شيءٍ حتى صحته! لكنه كإنسان صرخ إليك في أنات مرة، أما قلبه فلم ينحرف، وشفتاه لم تنطقا بكلمة تجديف. حسب أنه لم يفقد شيئًا، لأنك أنت كنزه، ومصدر صلاحه وخيراته! لم يفقد شيئًا، لأنه اقتناك! * وجد أليفاز فرصته، فاستعرض حكمته وفهمه اللاهوتي. قال: ليس من بارٍ يحل به ما حلٌ بأيوب، ولا بمستقيمٍ يهلك كهلاكه! إنما هذه شهادة إلهية لشر أيوب الخفي! وإذ لم يحل بأحد في التاريخ كله ما حلٌَ به، فهو أشر الأشرار، ورئيس كل الخطاة والمرائين. تطلع إلى أيوب كأسدٍ كان يجول زائرًا يرعب ويهدد، وها هو الآن يموت جوعًا، ليس لديه فريسة. فقد كل بنيه، لم يعد له شبل! صار الأسد سخرية الأطفال وألعوبة لا حول لها! * رأى أليفاز رؤيا سماوية، وعوض أن يرتدع ارتجف وخاف، وعاد يؤكد أن أيوب ليس أبرّ من الملائكة، فإن الله ينسب لملائكته حماقة! من هو أيوب التراب والرماد ليبرر نفسه أمام الله! هوذا قد نُزعت خيمته، وصار موته عارًا وخزيًا أمام الكل! * في طول أناة ترك الله أليفاز وأصحابه يسخرون، وبحكمته السماوية سمح لأيوب أن يُهان منهم. لكن هوذا الإهانة تصير له رصيد مجد أرضي وسماوي. وكل اتهام ضده يتحول إلى إكليلٍ أبديٍ! ليتهم الأشرار أولاد الله ظلمًا، لكن لن يسمح لعصاهم أن تستقر على صديقيه! * حقًا لن يتبرر كائن ما أمامك! أنت وحدك القدوس! أمام نور بهائك، تختفي كل الأنوار! أمام برك، لن تتبرر خليقة ما! * إن كنت وأنت الديان، أتيت لتخلص لا لتدين، فكيف أجسر وأدين أخي؟ كيف أسلبك عرشك يا فاحص القلوب؟ هب لي مع الحكمة حبًا، ومع شوقي لخلاص الجميع قلبًا مترفقًا! |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
لجات اليك يارب لتمسح دموعي |
حزقيال النبي |بين حجارة النار تمشيت |
اختارت راعوث طريقًا لتمشي فيه |
يارب تعالى بمسحة فرح سمائي على الكل |
لبلشى يرفض وقف أصدار جريدة الحرية والعدالة . |