|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* تكلم زكريا (الكاهن) في موضعٍ كان يلزم فيه الصمت، وتكلمت مريم، وحسنًا كان كلامها. سكتت حواء وفي الحال صارت مرذولة، وإذ لم تتكلم حزنت، وماتت بسبب صمتها. غشَّتها الحية، وأعطتها بشارة مملوءة موتًا، ووعدتها بالألوهية، ولم تفحصها. قالت الحية: يوم تأكلان من الشجرة تصيران كالله، فصدقتها. وفي هذا الوضع وفي ذاك الوقت حيث الخداع كان يلزم السؤال والكلام والدراسة. كان يليق بحواء أن ترد على الكذاب وتدرس الأمر نتمعن. لو درسته لهرب الكذاب منها. فإنه إذ يُظهر الحق ذاته تجاه الكذب يهرب الخير. لو تكلمت حواء مقابل ذاك الكذاب لما استطاع أن يبت الخبر الذي بدأ به... وإذ لم تتكلم هدمتها الحية في عمق الهاوية. إذ يوجد وقت يلتزم فيه الإنسان بالكلام، ويوجد وقت يلتزم فيه الصمت بإفرازٍ. كان يليق بزكريا أن يصمت في قدس الأقداس عندما بشره الملاك بميلاد يوحنا. وإذ لم يصمت جعله الملاك يصمت بغير إرادته، لأنه يحبه، فزينه بالصمت اللائق به. حزنت أليصابات بصمت رجلها. صمت الكاهن، ومضى إلى بيته ولم يتكلم. لم يعرفوا لماذا صمت نطقه. حزن أحباء الكاهن بصمته، ولم يعرفوا ما هو سبب صمته. وحزنت أليصابات على شريك حياتها، لأن فمه صمت، وصوته خرس، ولم يتكلم. لعل اللاوية قالت في حزنها على رجلها الكاهن الشيخ الصامت: ماذا أعمل؟ لقد ضرب البيت بسبب العقر، وأحاط بي حزنان: أنا عاقر، وفم الشيخ صار عاقرًا، ليس لي ولد، وليس له كلمة يتعزىٌ بها. كثر حزن بيت الكاهن من الجانين: المرأة عاقر، وهو صامت. العجوز حبلت من الزواج بطريقة مدهشة عظيمة... بميلاد (يوحنا) انفتح رحم أمه، وانفتح فم أبيه. بيوحنا ولدت العاقر، وتكلم الأخرس. به أنصلح الرحم العاقر، والفم الأخرس، والمكان الخرب. مبارك هو الذي اختاره وأكثر جماله. له المجد دائمًا وعلنًا. آمين. القديس مار يعقوب السروجي |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أنت الذي اختاره الله فوق كل البشر |
لمكان الذي اختاره الرب لخادمه |
الطريق الذي اختاره الله لك |
الذي اختاره لنفسي |
المر الذي تختاره لي خير من الشهد الذي اختاره لنفسي |