|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سحق الذات فَلَمْ يَسْمَعْ شَعْبِي لِصَوْتِي، وَإِسْرَائِيلُ لَمْ يَرْضَ بِي [11]. الله من جانبه يريد أن يشبع كل احتياجات شعبه، لكن المشكلة هي في انحراف قلب الشعب، وعدم رغبته في الله نفسه. يرى القديس أغسطينوس في هذا الشعب الذي لم يسمع لصوت إلهه الرواسب التي طُرحت من المعصرة بينما يُحفظ الزيت مقدسًا للرب. * هذا القول ورد في إشعياء النبي أيضًا، وهو قوله: ثقلوا آذانهم لئلا يسمعوا، وغمضوا عيونهم لئلا يبصروا، لأنهم سمعوا تعاليم ربنا، ولم يذعنوا لها. ونظروا عجائبه، ولم يؤمنوا بها. الأب أنسيمُس الأورشليمي فَسَلَّمْتُهُمْ إِلَى قَسَاوَةِ قُلُوبِهِمْ، لِيَسْلُكُوا فِي مُؤَامَرَاتِ أَنْفُسِهِمْ [12]. يهب الله كل إنسان شهوة قلبه، فمن يطلبه يجده، ومن لا يريده يتركه لقسوة قلبه، وكأنه ينال ما يشتهيه. قيل: "يأكلون من ثمر طريقهم، ويشبعون من مؤامراتهم" (أم 1: 31). فإذ رفض اليهود السيد المسيح، وقالوا ليس لنا ملك إلا قيصر، قدم لهم السيد شهوة قلوبهم. فجاء تيطس الروماني من قبل قيصر واستولى على أورشليم، وهدم الهيكل. * يليق بنا أن نقول بإيمان مستقيم إنه لا يحدث شيء في هذا العالم بدون سماح الله. وعلينا أن نعرف أن كل شيءِ يحدث إما بإرادته أو بسماح منه، فكل ما هو خيّر يحدث بإرادة الله وعنايته، وكل ما هو ضدّ ذلك يحدث بسماح منه، متى نزعت حماية الله عنا بسبب خطايانا أو قسوة قلوبنا، أو سماحنا للشيطان أو الأهواء الجسدية المخجلة أن تتسلط علينا. يعلمنا الرسول بذلك مؤكدًا: "لذلك أسلمهم الله إلى أهواءِ الهوان" (رو 26:1). وأيضًا: "كما لم يستحسنوا أن يبقوا الله في معرفتهم، أسلمهم الله إلى ذهنٍ مرفوض ليفعلوا ما لا يليق" (رو 28:1). ويقول الله بالنبي: "فلم يسمع شعبي لصوتي، وإسرائيل لم يرضَ بي. فسلمتهم إلى قساوة قلوبهم. ليسلكوا في مؤَامرات أنفسهم" (مز 11:81-12) . الأب بفنوتيوس |
|