استمرَّت المياه في اكتساب أهميَّة في العبادة اليهوديَّة حتى أيَّام المسيح حيث نلاحظ أنَّ غسل اليدَين والأواني أيضاً أصبحَ جزءاً من العبادة عند الفرِّيسيِّين (إنجيل مَرقُس 3:7)، بالإضافة إلى تجهيز الهَيكل الثَّاني الذي رُمِّمَ أيَّام هيرودُس عبرَ وضع حمَّامات على مدخَل الهَيكل لأجل الدَّاخِلين للعبادة، وهكذا نرى مرَّة أُخرى أنَّ الدُّخول إلى محضَر الله في الفِكر اليهودي كان يجب أن يتمّ عبر الماء. كما أنَّ التَّغطيس بالمياه شملَ أيضاً الدَّاخلين الجُدد على الدِّيانة اليهوديَّة، ففي ذلك إشارة إلى انتقالهم من كَونهم غُرباء عن شعب الرَّب ليُصبحوا من أبناء الرَّعيَّة. لذلك فإنَّ كل ما ذكرناه يوضح لنا السِّياق التَّاريخي والدِّيني للمعموديَّة التي كان يقوم بها يوحنَّا المعمدان في القرن الميلادي الأوَّل.