|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يقول يسوع سَمِعتُم أَنَّه قِيل: أَحْبِبْ قَريبَك وأَبْغِضْ عَدُوَّك. أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم: أَحِبُّوا أَعداءَكم وصَلُّوا مِن أَجلِ مُضطَهِديكُم (متى 5: 43 -44). لم يوصِ يسوع تلاميذه إلى السعي نحو الكمال بعدم الانتقام فحسب، إنما بمحبة الأعداء أيضا، فقال "أَحِبُّوا أَعداءَكم وصَلُّوا مِن أَجلِ مُضطَهِديكُم" (متى 5: 44). وتبرز هذه الوصية وسط مطالب يسوع الجديدة، فهو نفسه تعرّض لأعداء "أَمَّا أَعدائي أُولِئكَ الَّذينَ لم يُريدوني مَلِكاً علَيهم " (لوقا 19: 27). وقد سلّموه للموت، وهو، من فوق صليبه قد غفر لهم "يا أَبَتِ اغفِرْ لَهم، لِأَنَّهُم لا يَعلَمونَ ما يَفعَلون"(لوقا 23: 34). ويُعلق القديس أوغسطينوس "لا تفيد الصلاة من أَجلِ الأصدقاء بقدر ما تنفعنا لأَجلِ الأعداء! فإن صَّلينا من أَجلِ الأصدقاء لا نكون أفضل من العشَّارين، أمَّا إن صَّلينا من أَجلِهم فنكون قد شابهنا الله في محبته للبشر. وهكذا ينبغي أن يصنع التلميذ"، اقتداء بمعلمه الذي " شُتِمَ ولَم يَرُدَّ على الشَّتيمَةِ بِمِثلِها. تأَلَّمَ ولم يُهَدِّدْ أَحَدًا، بل أَسلَمَ أَمْرَه إلى مَن يَحكُمُ بِالعَدْل"(1 بطرس 2: 23). ويعلق القدّيس الأسقف قيصاريوس "قد يقول أحدكم: "لا يمكنني أن أحبّ أعدائي." في كلّ الكتاب المقدّس، قال الله لك إنه يمكنك ذلك؛ وأنت تجيب بأنّك، على العكس من ذلك، لا تستطيع؟ فكّر الآن: من علينا أن نصدّق، الله أم أنت؟ ليترك الضعف الإنساني من الآن فصاعدًا أعذاره غير المُجدية. لأنه لا أحد يعرف ما يمكننا فعله أكثر مِن الذي أعطانا القدرة"(عظات للشعب، العظة 37). |
|