|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَمَّا أَنا فأَقولُ لكم: لا تُقاوِموا الشِّرِّير، بَل مَن لَطَمَكَ على خَدِّكَ الأَيْمَن فاعرِضْ لهُ الآخَر. "الخد الآخر" فتشير إلى التنازل عن سبب الخلاف والمسامحة وتحمُّل ضعف الآخرين لأَجلِ المسيح. يعلق الراهب دوروثاوس الغزّاوي نحو 500 "الربّ يحثّنا على تقبّل مَن يصفعنا على خدّنا بصبر وليس هذا فحسب، بل يطلب منّا وبكلّ تواضعٍ أن نعرضَ له الخدّ الآخر. لأنّ هدف الشريعة كان تعليمنا ألاّ نفعلَ ما لا نريد أن نعانيه. فكانت تمنعنا إذًا عن فعل الشرّ خوفًا من المعاناة. أمّا المطلوب الآن، فهو رفض الكراهية والرغبة في الشهوة والمجد الباطل والميول السيّئة الأخرى" (تعليمات: الرقم 1). وليس المفهوم هنا عدم دفاع المسيحي عن نفسه، بل أن يحتمل الآخر قــــدر استطاعته وبمحبة لكي يربحه للمسيح. والمسيح يضع هنا حكمة ذهبية "كَما تُريدونَ أَن يُعامِلَكُمُ النَّاس فكذلِكَ عامِلُوهم " (لوقا 6: 31)؛ فالمطلوب ألاّ نردَّ على إخوتنا بمثل ما يفعلون بنا من شر، بل بحسب ما نحب أن يفعلوا هم بنا. وأوصى يسوع بعدم المقاومة للشر، لأنه هو نفسه استنفذ كل عقوبة، وقوّم كل خطأ، وقاسى كل ثأر وكل عقاب وكل تخليص حق أو عِوض بفضل موته على الصليب. وبالتالي الثأر يكون نكران عمل المسيح وتعليمه، لذا يجب أن نحسن إلى من يسيئون إلينا، وان نحبَّ وان نغفر لهم وان نصلي لأَجلِهم. وأمَّا من يبادر إلى الانتقام في طلب حقوقه فهو مغاير لروح المسيح. وهذا لا يعني أن الشريعة الطبيعية والإلهيَّة تمنع الإنسان عن أن يحامي عن شخصه وعن عائلته عندما تكون حياته أو حياتهم في خطر. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
المسيح هو مروي العطاش |
فالذي يبادر بالحديث هو الذي يبادر بكسر الحواجز |
لا حسرة على مغادر |
يجب علينا ألا نؤخر علي الله حقوقه |
العريان: أغادر القاهرة فى إجازة طويلة |