|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طريقة البناء: كان المبنى يقوم بواسطة حوائط سميكة جدًا في القاعدة، يقل سمكها في المنتصف ثم يقل بالأكثر في القمة، لهذا كلما ارتفعنا إلى فوق قل سمك الحائط وبالتالي أزداد اتساع البناء [7]. هذا هي حال الإنسان المسيحي كلما ارتفع قلبه إلى السموات خفَّ ثقل جسده (الحائط) واتسع قلبه فيه بالحب، واتسعت نفسه بالأكثر ليسكن الرب فيه بملكوته وأمجاده. لقد حملٍ السيد المسيح جسدنا مختفيًا وراء حائطنا (نش 2: 9)، لكنه لم يحمله ثقيلًا بالخطايا، بل شابهنا في كل شيء ماخلا الخطيئة وحدها، لهذا كان جسده خفيفًا، لا أقصد بالمعنى المادي بل بالمعنى الروحي، كان يمشي على المياه فلا يغرق (مت 14: 25). أما بطرس الرسول إذ دخلت خطيئة الشك في قلبه كان جسدًا كثيفًا أو ثقيلًا وكاد يغرق. لكن الرب إذ أمسك بيده رفعه إليه فصار خفيفًا، لا تقدر المياه أن تغرقه. ذلك كما فعل إليشع النبي الذي ألقى بالخشبة (صليب المسيح) في المياه فطفت الفأس الحديدية الثقيلة على وجه المياه. وكأننا لسنا في حاجة أن نخلع الجسد، الذي هو الحائط، بل أن يتقدس باتحادنا بجسد المسيح فتتبارك طبيعتنا فيه، ويخف جسدنا جدًا ويتسع قلبنا لملكوته. كان المبنى كله من الداخل -القدس وقدس الأقداس- مغطى بالأخشاب أعلى الكوى وأسفلها وعلى الحوائط إلخ... [16-17] ليظهر المبنى كله من الداخل كأنه قطعة واحدة خشبية، تختفي وراءها الحجارة المتباينة، ذلك إعلانا عن وحدة جسد المسيح الواحد، أو قيامنا كلنا كجسد واحد مختفٍ وراء الصليب، لا يميز أحدنا نفسه عن الآخر. ففي الصليب -كما سبق أن قلت- تتم وحدة طولية وأخرى عرضية، وحدة السماء مع الأرض، ووحدة الأرضيين معًا. في هذا يقول القديس إيريناؤس: [علق على خشبة ذاك الذي يجمع الكل فيه]، ويقول القديس غريغوريوس أسقف نيصص: [الصليب هو طريق رباط المسكونة]. ويقول القديس كيرلس الأورشليمي: [بسط (الرب) يديه على الصليب ليحتضن أقاصي العالم]. كما يقول القديس هيبوليتس الروماني: [الصليب هو سلم يعقوب، هذه الشجرة ذات الأبعاد السماوية ارتفعت من الأرض حتى السماء. أقامت ذاتها غرسًا أبديًا بين السماء والأرض، لكي ترفع المسكونة... وتضم معًا أنواعًا مختلفة من الطبيعة البشرية]. |
|