أما دانيال فجعل في قلبه أنه لا يتنجس بأطايب الملك ولا بخمر
مشروبه، فطلب من رئيس الخصيان أن لا يتنجس
( دا 1: 8 )
ألا نقول إن الانتذار للرب في بابل أروع جمالاً وأشد بهاءً وأعظم قيمة منه داخل أسوار أورشليم؟ نعم بكل تأكيد، وما أحلى وأجمل أن نرى أحد المسبيين في بابل يتخذ مقياسًا للانفصال مثل هذا، إن في هذا درسًا لجميع الأجيال، بل مثالاً مشجعًا للمؤمنين في جميع الأزمان والأحقاب، يثبت أنه في وسط الظلام والقتام يمكن للقلب المتعبد أن يسير في سبيل مُشرق مُنير، وكيف يكون ذلك؟ لأن «يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد» ( عب 13: 8 )، فالعصور تتغير، والأجيال تولي وتدبر، والأنظمة البشرية تتداعى وتسقط، ولكن اسم يهوه يثبت إلى الأبد، وذكره إلى دورٍ فدور. وعلى هذا المستوى العالي يرتكز الإيمان مرتفعًا فوق جميع التقلبات متمتعًا بالينبوع الأبدي غير المتغير لكل العطايا الصالحة. لذلك نرى الإيمان في عصر القضاة يحرز انتصارات أبهر وأمجد مما أحرزه في عصر يشوع. وهكذا أيضًا كان المذبح الذي بناه إيليا على جبل الكرمل مُحاطًا بهالة من البهاء نظير تلك التي أحاطت بمذبح سليمان بالتمام.