|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* لا يريد الله أن يغرسنا في مصر (محبَّة العالم)، ولا في أماكن فاسدة شرِّيرة، لكنه يريد أن يُقيمنا في جبل ميراثه. ألا تبدو الكلمات: "وتجيء بهم وتغرسهم" (مز 80: 8) كأنما يتحدَّث عن أطفالٍ يقودهم إلى المدرسة، حتى يتثقَّفوا بكل أنواع العلوم...؟! لنفهم كيف يفعل هذا. "كرمة من مصر نقلت، طردت أممًا وغرستها. هيَّأت قدَّامها فأصَّلت أصولها، فملأت الأرض. غطَّى الجبال ظلَّها وأغصانها أرز الله" (مز 80: ٩-١١)... إنه لا يغرسها في الوديان، بل على الجبال، في أماكن مرتفعة وعالية. لا يريد أن يترك الخارجين من مصر في الحضيض، إنما يقودهم من العالم إلى الإيمان. يريد أن يقيمهم على المرتفعات. يريدنا أن نسكن في الأعالي، لا أن نزحف على الأرض. لا يريد ثمرة كرمته تلمس الأرض، إنما يريد أن تنمو كرمته دون أن تشتبك فروعها مع أيَّة شجيرة، بل تلتصق بأرز الله العالي المرتفع. أرز الله في رأيي هم الأنبياء والرسل، فإننا إن التصقنا بهم نحن الكرمة التي نقلها الله من مصر، تنمو أغصاننا مع أغصانهم. إن كنَّا نتكئ عليهم نصير أغصانًا مغروسة برباطات الحب المتبادل، ونأتي بلا شك بثمرٍ كثيرٍ . العلامة أوريجينوس |
|