|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قَدْ أَطْعَمْتَهُمْ خُبْزَ الدُّمُوعِ، وَسَقَيْتَهُمُ الدُّمُوعَ بِالْكَيْلِ [5]. صورة لمرارة النفس حين تنهمر الدموع على الخبز بسبب شدة الحزن، فتصير طعامًا أو شرابًا للشخص. يرى البعض أن المعنى هنا إما أن جيراننا يصارعون ضدنا، أو يصارعون فيما بينهما بسببنا. وفي كلا الحالتين نصاب بالكثير من الأذى. يرى القديس أمبروسيوس أنه يلزم أن تكون الدموع بكيلٍ، أي في حدود معينة لا نتعدها، لئلا تصير هذه الدموع مهلكة للنفس. فقد خشي القديس بولس لئلا يهلك الزاني التائب من فرط الحزن (2 كو 2: 7). * سيعطينا الله "خبز الدموع" ويسقينا "الدموع بالكيل" [٥]، هذا الكيل يكون حسب أخطاء كل واحد . العلامة أوريجينوس * حتى خبزنا نأكله بالبكاء، وكأسنا تمتلئ بالدموع، كأنها ملء كيل؛ بمعنى أن دموعنا مُكالة وتقَّدر بآثامنا. الأب أنثيموس الأورشليمي * ما هو الكيل؟ اسمع الرسول: "الله أمين، الذي لا يدعكم تُجربون فوق ما تستطيعون" (1 كو 10: 13). الكيل هو حسب قدرتكم. الكيل هو أن تتدربوا لا أن تتحطموا . القديس أغسطينوس * مادام البكاء له معانٍ مختلفة فإن الضحك يلزم أن يُفهم تبعًا لهذا. فالبكاء ليس له معنى واحد، ولا أيضًا الضحك. أحيانًا يُمدح الضحك، وأخرى يُوبخ. هكذا أيضًا يلزمنا أن نفهم البكاء بنفس الطريقة، فالضحك الممتدح يتطابق مع الحزن الممتدح، وبنفس الطريقة بالنسبة للضحك المذموم والبكاء. غالبًا الحياة التي تنكب بالأكثر على الشهوة، أكثر من محبة الله هي ضحك بطريقة،ٍ يصير بها الضحك نفسه إلهًا. كما يحسب البعض بطونهم آلهة، وآخرون محبة المال، فإنه يوجد من يحب التسلية ويود أن يكون فكاهيًا. وبهذا يبني مذابح للضحك حاسبًا إياه إلهًا، مقدمًا ذبائح له... على أي الأحوال يوجد ضاحك يستحق المديح. يقول الله: "يملأ فاك ضحكًا" (أي 8: 21) (بلا شك) بواسطة ضاحك مستحق المديح. هذا يطابق ثمر الروح الذي هو الفرح، لأن "ثمر الروح هو محبة، فرح، سلام" (غل 5: 22). الضاحك الذي يطابق الضحك بالفرح ممتدح. أي حزن يضاد هذا النوع من الضحك، ويقاوم فرح الروح القدس مستحق للذم. مثل هذا الحزن لن يسند أورشليم (لو 19: 41؛ 23: 28)... ولماذا الأمر هكذا؟ لأنه لا يتوب في الوقت اللائق بالتوبة. القديس ديديموس الضرير * يعلمنا بولس الرسول ألاَّ نهجر أولئك الذين ارتكبوا خطية للموت، إنما نلزمهم بخبز الدموع (التي للتوبة)، لكن ليكن حزنهم معتدلًا. وهذا هو ما تعنيه عبارة: "سقيتهم الدموع بالكيل" (مز 80: 5). فحزنهم يجب أن يكون بكيلٍ، لئلا يبتلع التائب من فرط الحزن (2 كو 2: 7). وذلك كما قال لأهل كورنثوس: "ماذا تريدون، أبعصا آتي إليكم، أم بالمحبة وروح الوداعة؟!" (1 كو 4: 21). إنه يستخدم العصا، لكن بغير قسوةٍ، إذ قيل: "تضربه أنت بعصا، فتنقذ نفسه من الهاوية" (1 مل 23: 14)[15]. وماذا يقصد الرسول بالعصا، ظهر عند طعنِهِ ضد خطيَّة الزنا (١ كو ٥: ١)، منذرًا ضد الفسق بالأقرباء المحرَّم الزواج بهم، معنِّفًا كبرياءهم، إذ تكبر هؤلاء الذين كان يلزمهم أن يحزنوا. وأخيرًا في حديثه عن المُذنب أمر بعزله عن الجماعة وتسليمه للشيطان، ليس لأجل هلاك نفسه، بل لهلاك جسده. القديس أمبروسيوس * ينبغي أن نعظ الذين يحزنون بسبب أفعالهم الشريرة بطريقةٍ، أما الذين يبكون علي خطايا الفكر فبطريقة أخرى. علي الذين يبكون الأفعال الشريرة أن يتطهروا بحزنٍ كاملٍ وحقيقيٍ، لئلا يتورطوا ويصيروا مدينين بالأكثر بفعل الشرور، وكذلك بسبب شح دموع الندم. يقول الكتاب: "وسقيتهم الدموع بالكيل" (مز 80: 5)[16]، بمعني أنه ينبغي علي الروح أن تشرب في ندمها علي الشهوة دموعًا بنفس النسبة التي تحولتْ بها عن الله، فأصابها الجفاف بسبب الخطيئة . الأب غريغوريوس (الكبير) |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
مزمور 104 | لإِخْرَاجِ خُبْزٍ مِنَ الأَرْض |
مزمور 97 | اَلرَّبُّ قَدْ مَلَكَ |
مزمور 96 | الرَّبُّ قَدْ مَلَكَ |
مزمور 93| اَلرَّبُّ قَدْ مَلَكَ |
مزمور 60 - اَللهُ قَدْ تَكَلَّمَ بِقُدْسِهِ |