"آخذكم من بين الأمم وأجمعكم من جميع الأراضي وآتي بكم إلى أرضكم" [24].
تذكرنا الدائم لضعفنا، إذ يقول: "فتذكرون طرقكم الرديئة وأعمالكم غير الصالحة وتمقتون أنفسكم أمام وجوهكم من أجل آثامكم وعلى رجاساتكم" [31]. إن كان الله قد وهبنا غفران خطايانا في استحقاقات دمه وأعطانا طبيعة جديدة وقدم لنا روحه ساكنا فينا، لكننا وسط فرحنا بأعمال الله العظيمة معنا ورجائنا المستمر فيه ينبغي أن نذكر ضعفاتنا تبكيتًا لنفوسنا وتحذيرًا لنا لئلا نسقط. وكما يقول المرتل التائب: "خطيتي أمامي في كل حين" (مز 51). وكأننا بالمفلوج الذي شفي وقام من سرير مرضه لكنه يلتزم أن يحمل سريره فلا ينسي ضعفاته. غير أنه يليق بنا في تذكرنا لخطايانا أن نسلك بروح التمييز، فلا نذكر خطايانا بتفاصيلها فنتعثر بتذكارها، كما لا نذكرها بروح اليأس فنفقد فرحنا بالخلاص.
وقد تحدث القديس بينوفيوس كثيرًا في هذا الأمر محذرًا إيانا لئلا بسبب تذكر الخطايا تختنق نفوسنا من رائحة البالوعات الخانقة .