|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فدَعْ قُربانَكَ هُناكَ عِندَ المَذبح، واذهَبْ أَوَّلاً فصالِحْ أَخاك، ثُمَّ عُدْ فقَرِّبْ قُربانَك. تشير عبارة "قُربانَكَ" إلى كل ما كان يُقدَّم على المذبح سواء كان ذبيحة للكفارة أو تقدمة للشكر. أمَّا عبارة "اذهَبْ أَوَّلاً" فتشير إلى أخذ المبادرة أنتَ في المصالحة، ولا تتوقع مجيء أخيك إليك. أمَّا عبارة "فصالِحْ" فتشير إلى طلب المسامحة أو منحها وبذل كل طاقتك لإزالة سبب الاختلاف. إن الله لا ينظر إلى القربان فقط بل إلى روح من يُقدّمه. لذلك إن الله لا يمكن أن يتقبل عبادة أمرئ لا يكون في علاقة قويمة مع الآخرين. فهو أتى ليجمع الإخوة، وهو يريدنا أن نتصالح مع بعضنا البعض وأن نعيش الأخوة الحقيقية لنكون حقيقة أبناءً لله. لذلك يرفض الله أعمال المَحبَة التي نُبديها تجاهه تعالى، ونحن نحقد ونضمر الشرّ تجاه إخوتنا. وفي هذا الصدد يقول يوحنا الرسول " إِذا قالَ أَحَد: ((إِنِّي أُحِبُّ الله)) وهو يُبغِضُ أَخاه كانَ كاذِبًا لأَنَّ الَّذي لا يُحِبُّ أَخاه وهو يَراه لا يَستَطيعُ أَن يُحِبَّ اللهَ وهو لا يَراه" (1 يوحنا 4: 20). فالمَحبَة للناس هي أعظم ذبيحة لله، وهي دليل حُبّنا لله، وبدونها لا تُقبل أي ذبيحة. لأنه دون المَحبَة لا يُمكن أن تقوم الشركة، ولا تُقبل تقدمة. ويُعلق القديس ايرونيموس "لا أعرف سلامًا بغير حب، ولا شركة دون سلام". يريد يَسوع منا أن نسرع إلى مبادرة خصمنا ونذهب للقائه لمصالحته، ولا نكتفي أن نكون على أهبة الاستعداد للمصالحة عندما يمدّ خصمنا يده لمصالحتنا. ويُعلق القديس أوغسطينوس "إن كنت في عداوة فصالح. إن جاءتك الفرصة للوصول إلى مصالحة، لا تترك نفسك في نزاع". ونفهم من قول الرب أن الخصومة تمنعنا من الصلاة والتناول وتقديم الذبيحة. |
|