|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التشبه بإبراهيم: استطاع رجل من أورشليم أن يفلت عند ضرب المدينة ويجري إلى حيث حزقيال النبي والشعب المسبي ليخبرهم بضربة أورشليم، وكان ذلك في السنة الثانية عشر من السبي الأول ليهوذا في الشهر العاشر في الخامس من الشهر، أي وصلتهم الأخبار بعد حوالي ستة شهور، وهنا انفتح فمه للكلام ولم يعد بعد حزقيال صامتًا [22] إذ سمع الكل بصدق نبواته التي سبق أن أعلنها لهم. لقد سبق أن قالوا له إن كان من أجل إبراهيم وهو رجل واحد أورثه الله كل هذه الأرض، أفلا يعطيهم هذه الأرض وهم كثيرون؟! [24] ما أبعد مقاييس الله عن الإنسان، الله يتطلع إلى القلب فيهب بسخاء للقلب النقي ولو كان فريدًا في العالم، ولا يعطي من أجل الكثرة. أما الإنسان فينظر لا إلى نقاوة القلب بل إلى كثرة العدد. لقد ظنوا أن الله لن يتخلى عن المدينة ولا الهيكل مهما فعلوا من رجاسات ماداموا يقدمون الذبائح والتقدمات له، حتى وإن كانت قلوبهم متعبدة للأصنام ومنحرفة نحو الشر. الله يُريد العبادة النقية لا الكثرة في الفروض والشكلية في العبادة! كان إبراهيم المطيع المؤمن مستحقًا أن يرث كل هذه الأرض، بينما لم يوجد وسط تلك الربوات من نسله في ذلك الحين من يستحق الميراث!!! ما أحوج الكنيسة إلى قديسين حقيقيين يستريح الله في قلوبهم، حتى وإن كانت أعدادهم قليلة جدًا! لهذا جاءت كلمة الله لحزقيال النبي أن يتنقوا فيرثوا الأرض. بمعنى آخر أن يصيروا كإبراهيم أبيهم فيستحقوا أن يرثوه! هذه هي التوبة... إنها رجوع إلى الحياة المقدسة الخفية! |
|