|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
غرسه على مجاري المياه الفياضة: "قد عظمته المياه ورفعه الغمر أنهاره جرت من حول مغرسة وأرسلت جداولها إلى كل أشجار الحقل" [4]. إن كان فرعون يرتوي من مياه النيل الفياضة التي أكسبته غنى وثروة وسندته في عظمته، حتى ارتوى وأفاض على بقية الأمم مرسلًا جداول المياه إلى كل أشجار الحقل. فإنه في هذا يشبه آشور أيضًا الذي اعتمد على الدجلة والفرات... لكن هوذا آشور قد سقطت! أما بالنسبة لنا نحن المؤمنين، فإنه يلزمنا أن نختبر هذا هو عمل نعمة الله فينا. فإذ نُغرس على مياه المعمودية المقدسة، ونرتوي داخليًا بالروح القدس الذي يهبنا استقامة حتى تدخل قامتنا إلى السحاب (الغيم)، وتمتد أغصاننا في كل اتجاه، بل وينعكس هذا حتى على الآخرين، فيقبلون عمل الروح فيهم. يلتهبون بناره إذ يروننا ملتهبين بناره القدوس، ويتمتعون بعمل المعمودية المقدسة إذ يلمسون فاعليتها فينا. إن كان ارتفاع شجرة الأرز حتى تبلغ قمتها السحاب [3] يشير إلى حياة الكمال والتقديس التي وهبها الله للإنسان، إذ بهما يدخل إلى أسرار الملكوت ويعاين الأمجاد الإلهية المخفية، وإن كانت كثرة الأغصان تشير إلى قوة الحب ليتسع القلب للجميع، فإن كليهما "القداسة والحب" هما عطية الروح القدس الذي يعمل فينا من خلال مياه المعمودية المقدسة، إذ يقول: "فلذلك ارتفعت قامته على جميع أشجار الحقل وكثرت أغصانه وطالت فروعه لكثرة المياه إذ نبت" [5]. ففي مياه المعمودية ننبت كغصن جديد في الكرمة الحقيقية وبالروح الإلهي ننمو على الدوام في استقامة إلى فوق وبكثرة الأغصان عرضًا. |
|