|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وَجَرَّبُوا اللهَ فِي قُلُوبِهِمْ، بِسُؤَالِهِمْ طَعَامًا لِشَهْوَتِهِمْ [18]. شتان بين أن يطلب الإنسان طعامًا وهو جائع، وبين أن يقف كمن في تحدٍ مع الله، يود أن يقدم الله دليلًا على حضوره وقوته ورعايته. إنه يُسر أن نطلب منه حتى احتياجاتنا المادية، لكن دون أن نجربه في قلوبنا، أي أن نطلب الطعام لا لنتقوت ونتنفس ونعمل، وإنما لأجل إشباع اللذة والشهوة. قيل: "فعاد بنو إسرائيل أيضًا وبكوا وقالوا: من يُطعمنا لحمًا. قد تذكرنا السمك الذي كنا نأكله في مصر مجانًا والقثاء والبطيخ والكرات والبصل والثوم. والآن قد يبست أنفسنا. ليس شيء غير أن أعيننا إلى هذا المن" (عد 11: 4- 6). ليس من حق الخليقة أن تجرب خالقها، لكن الله في حبه للإنسان قدم له الحرية، فأساء استخدامها. لقد جرَّب خالقه! * السؤال بإيمان شيء، والسؤال ليجرب (الله) شيء آخر... إنهم لم يطلبوا طعامًا لأنفسهم بإيمانٍ. لم يفعل يعقوب الرسول هكذا حين أمر بطلب طعام للعقل، إنما نصح أن يُطلب هذا بواسطة مؤمنين وليس لتجربة الله والافتراء عليه. "إن كان أحدكم تعوزه حكمة، فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعير، فسيُعطى له، ولكن ليطلب بإيمان غير مرتاب البتة" (يع 1: 5-6). لم يكن لهذا الجيل هذا الإيمان ليوجه قلوبهم وأرواحهم التي لم تثق في الله. القديس أغسطينوس * النفوس الصائبة حسبما خلقت عليه حسب صورة الله، لا تحتاج إلى أطعمة حسية. أما التي أضاعت ذاتها، وصارت لحمية، فهي مولعة بالأرضيات تلك التي تؤثر طعامًا. هذا ما عناه الكتاب المقدس عن ذاك القائل: "يا نفسي، لكِ خيرات كثيرة مُعدة، كلي واشربي وتنعمي". الأب أنثيموس الأورشليمي |
|