|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَنتُم نُور العالَم (متى 5: 14) يحتل النُور مكاناً بارزاً بين الرموز الدينية في الكتاب المقدس. وأول عمل قام به الخالق، هو الفصل بين النُور والظلام (تكوين 1: 3-4). وفي ختام الكتاب المقدس نجد الله نفسه نُور الخليقة الجديدة "المَدينَةُ لا تَحْتاجُ إلى الشَّمسِ ولا إلى القَمَرِ ليُضيئا لَها، لأَنَّ مَجدَ اللهِ أَضاءَها، وسِراجٌها هو الحَمَل" (رؤيا 21: 23). والنُور يرمز إلى الله، على ما جاء في نبوءة أشعيا: " قومي آستنيري فإِنَّ نُوركِ قد وافى ومَجدَ الرَّبِّ قد أَشرَقَ علَيكِ" (أشعيا 60: 1). النُور علامة تُظهر بطريقة ملموسة شيئاً من صفات الله. إنه أشبه بانعكاس لمجده، كما يترنَّم صاحب المزامير "أَنتَ المُلتَحِفُ بِالنُور كرِداء الباسِطُ السَّماءَ كالسِّتارة "(مزمور 104: 2). ويعكس النُور أيضا حكمة الله، التي هي فيض مجده تعالى، " لأنَّ الحكمة إنعِكاسٌ لِلنُور الأزَليَ ومِرآةٌ صافِيَةٌ لِعَمَلِ الله وصورَةٌ لِصَلاحه" (حكمة 7: 26)، فالنُور هو من الجوهر الإلهي. يُعتبر النُور في العهد الجديد أفضل رمز لطبيعة الله كما جاء في تعليم يوحنا الرسول "إِليكمُ البَلاغَ الَّذي سمِعناه مِنه ونخبِرُكم به: إِنَّ اللهَ نُور لا ظَلامَ فيه" (1يوحنا 1: 5). وبناء عليه، يتضمّن النُور حضور الله الذي صار قريباً (خروج 24: 10-11)، ويعطي إحساساً بالاطمئنان، كما جاء في صلاة المزامير "أَنِرْ بِوَجهِكَ على عَبدِكَ وخَلَصْني بِرَحمَتِكَ" (مزمور 31: 17). ويحمل حضور الله طابع الحماية فيُضيء خُطى الإنسان "كَلِمَتُكَ مِصْباح لِقَدَمي ونُور لِسَبيلي" (مزمور 119: 104)، ويُنير عينيه بإنقاذه من الخطر "أُنظُرْ واْستَجِبْ لي أَيُّها الرَّبّ إِلهي وأَنِرْ عَيَنيَّ لِئَلاَّ أَنامَ نَومةَ المَوت" (مزمور 13: 4). ويقود الله الإنسان البار إلى فرح يوم مضيء "لأنَّ يَنْبوعَ الحَياةِ عِندَكَ ونُعايِنُ النُور بِنُوركَ" (مزمور 36: 10)، وعلى هذا النحو، يُمثل النُور السعادة، وهو مصير الذي ينتظره الإنسان المؤمن، كما يترنّم صاحب المزامير "الرَّبُّ نُوري وخَلاصي" (مزمور 27: 1). |
|