|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أَنتُم مِلح الأَرض (متى 5: 13) أنَّ ارتباط المسيحيِّين بيسوع وبإنجيله يجعلهم جيدين كالمِلح. ولكن المِلح لا يعود مِلحا إذا فقد ملوحته، كما يقول الرب "المِلح شَيءٌ جَيِّد، فإِذا صارَ المِلح بلا مُلوحَة، فَبِأَيِّ شَيءٍ تُمِلحونَه؟" (مرقس 9: 50)، كذلك المسيحيين إن لم يبقوا أمناء للمسيح وتعليم إنجيله يطرحون في خارج الكنيسة والعالم ويحتقرهم كالمِلح الفاسد" إِنَّه لا يَصلُحُ لِلأَرضِ ولا لِلزِّبْل، بل يُطرَحُ في خارِجِ الدَّار" (لوقا 14: 35). ويخاطب يسوع اليوم قلوب المسيحيين كاشفًا عن واقعنا البسيط فنحن بالفعل كالملح، رخيص الثمن، إلّا أنّ دوره جوهري في حفظ الطعام وإعطائه نكهة... إذن طبيعة الملح تنتمي لك المسيحيين، لكلٍ منّا. ولكن الخطر هو أن يفقد الملح جوهريته. إن كلام يسوع لتلاميذه "أنتم مِلح الأَرض"، قد جاء للدلالة على إنسان التطويبات، ذاك الإنسان الفقير والوديع والطاهر والمُضطَهد والداعي للسلام والساعي إلى الكمال. هذا هو الإنسان المسيحي الحقيقي الذي يعطى الحياة البشرية مذاقها، بالرغم من أن كميته قليلة. إنه يستطيع بقدوته الصَّالحة أن يؤثر في حياة الكثيرين ويجتذبهم إلى الحياة مع الله، كما أنه يمنع الفساد الروحي عن كثير من البشر المُعرَّضين إلى خطر الانزلاق في العالم وشهواته. أمَّا إذا شابه المسيحيون العالم فلا قيمة لهم، ويُعلق القديس أوغسطينوس " إن كنتم أنتم الذين بواسطتكم تحفظ الأمم من الفساد، تخسرون ملكوت السماوات بسبب الخوف من الطرد الزمني، فمن هم الذين يُرسلهم الرب لخلاص نفوسكم، إن كان قد أرسلكم لأجل خلاص الآخرين؟" فلا داع للخوف، إن كنّا في محبتنا للبشر نشتهي أن نخدمهم ونذوب فيهم كالمِلح في الطعام لنقدّمهم خلال التوبة طعامًا شهيًا يفرح به الله، فإن الله لا يتركنا نذوب في الأَرض. السؤال أخيرا يُطرح كيف نكون "مِلحا" نعطى الحياة نكهةً وطعمًا ومعنى؟ |
|