|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يَقْطِفُ رُوحَ الرُؤَسَاءِ. هُوَ مَهُوبٌ لِمُلُوكِ الأَرْضِ [12]. يتحدث هنا عن الرؤساء أو القادة، سواء الدينيين أو المدنيين أو العسكريين الذين يضادون الإيمان ويضطهدون المؤمنين، الذين دستورهم العنف والظلم والاستبداد، مثل فرعون في أيام موسى، وأدوني بازق، وشاول الملك وبيلشصر وسنحاريب، وأيضًا ابني عالي الكاهن وقورح وجماعته. في تفسير هذه العبارة يشعر القديس چيروم بالرعب، إذ يخشى أن يعتمد على كونه راهبًا أو كاهنًا أو رئيسًا لدير ويسلك بروح الكبرياء، فيقف ضده الله نفسه. * "من يصد روح الرؤساء" [١٢]. يمكننا أن نفهم الروح هنا بطريقتين: إما النفس أو روح الكبرياء. لنحسب القديسين رؤساء. سليمان كمثال كان رئيسًا، والقديسون الآخرون كانوا رؤساء، حتى يهوذا كان رئيسًا، وإذ أخطأوا صد الله روحهم. ليته لا يقل أحد: أنا أسقف، أنا كاهن، أو شماس أو راهب. أنا رئيس في هذا العالم. الله مهوب بما فيه الكفاية ليحطم روح الرؤساء. مرة أخرى يلزمكم أن تتأكدوا أن الله تنحَّى عن روح الكبرياء. تذكروا كيف فارق روح الله الصالح شاول، وأقلقه روح شرير. يقول الكتاب المقدس إن روحًا شريرًا من الله أقلقه... انسحب الله من شاول حتى يقلقه روح شرير. أخيرًا، إذ يعرف داود القديس أن الله يقدر أن يسحب روح الرؤساء توسل إليه: "روحك القدوس لا تنزعه عني". "هو مهوب لملوك الأرض" [١٢]. قد يسمح الله لنا أيضًا أن نكون ملوك الأرض، حتى نسيطر على جسدنا. في هذا يقول الرسول: "كذلك لا تدعوا الخطية تملك على جسدكم المائت". مكتوب في الكتاب المقدس في موضعٍ آخر: "قلب الملك في يد الله". الملوك إذن هم القديسون، وقلوبهم في يد الرب. نحن نتوسل إلى الله أن يجعلنا ملوكًا حتى نسيطر على أجسادنا فتخضع لنا. كلمات الرسول التالية تناسب الموقف هنا: "أُخضع جسدي واستعبده، لئلا بعد ما كرزت للآخرين، أصير أنا نفسي مرفوضًا". لتُؤمر نفوسنا ولتُخضع أجسادنا، عندئذ يأتي المسيح ويجعل له مسكنًا فينا. في كل يومٍ يقف المسيح على باب قلوبنا، مشتاقًا أن يدخل. لنفتح له قلوبنا باِتساع، عندئذ يدخل ويُستضاف، ويسكن فينا ويتعشى معنا. القديس چيروم |
|