يليق بنا جميعًا أن ندرك أن لكل إنسان حياته الواحدة المتكاملة بلا تجزئة، إذ لا نستطيع أن نقسم حياتنا إلى أجزاء مستقلة:
حياة بدنية، وأخرى سيكولوجية، وثالثة عقلانية، ورابعة اجتماعية ثم عاطفية وجنسية وروحية. إنما هي حياة واحدة تمس كياننا كله، نعيشها في البيت كما في المدرسة أو العمل أو في الكنيسة.
نعيشها حين نختلي بأنفسنا أو كنا في صحبة الغير، حين نأكل أو ننام أو نفكر أو نمارس رياضة أو ننشغل ببحث علمي أو نتعبد لله،هذه الحياة الواحدة لها جوانبها المتباينة، لكنها جوانب متكاملة ومتلاحمة معًا كما في نسيج واحد، يستحيل تجزئتها. كل جانب له فاعليته على الجوانب الأخرى، بل على الحياة ذاتها في مجملها. لهذا فكل نمو متزن في جانب ما يعكس في الغالب نموًا وتقدمًا على الجوانب الأخرى..