|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
ذَابَتِ الأَرْضُ وَكُلُّ سُكَّانِهَا. أَنَا وَزَنْتُ أَعْمِدَتَهَا. سِلاَهْ [3]. كأن الله يوبخنا على تسرعنا في الحكم على الأشرار، أو في إنقاذنا منهم، فيقول: "لماذا تتعجلون الأمر، فإن الأرض التي تعيشون عليها أنتم والأشرار هي من عملي، فإن نزعت عنها عنايتي أو قوتي ذابت كالشمع. فليس لشيءٍ ما أو ولكائنٍ ما على الأرض أن يحيا أو يستقر بدوني. لا تضطربوا حتى من الذين يقاومونني. ويقاومون كنيستي وشعبي. أنا حامل أعمدة الأرض، وواهبها توازنها، أنا أعرف بدقة وزنها. سيأتي الزمن المحدد لتنحل الأرض وتزول وتتحقق العدالة الإلهية، ويتمتع المظلومون بالمكافأة! يرى القديس أغسطينوسفي الأرض وكل سكانها الإنسان المحب للأرضيات بكل طاقاته، فبمحبته للخطايا والعالم ينحل وتذوب كل طاقاته. يرى الأب أنثيموس الأورشليمي أن الأرض التي ذابت هي أورشليم، وسكانها هم اليهود الذين رفضوا الإيمان بالسيد المسيح، واضطهدوا كنيسته، أما الأعمدة التي أوجدها الله لتزن الأرض فهم جماعة الرسل الأطهار الذين شددهم الله وأيَّدهم وأعطاهم قوة للكرازة بالإنجيل المقدس. يرى أيضًا أن الأرض وكل الساكنين فيها هم المنهمكون في الأرضيات فكثر شحمهم وسمنوا، فيذيب الرب الأرض بالنار ليذيب ذلك الشحم الذميم. * إن كانت الأرض تنحل، ما الذي يحلها سوى الخطايا؟ لذلك دعيت (الخطايا) أيضًا جنوح عن القانون. والجنوح هو أشبه بانزلاق من الثبات في الفضيلة والبرّ وانحدار في ميوعة. فإنه باشتهاء السفليات يخطئ الإنسان، وإذ يتقوى بمحبة العلويات هكذا يسقط ويصير كمن قد ذاب بمحبة السفليات. "أنا قوَّيت أعمدتها" ما هي الأعمدة التي قوَّاها الرب؟ إنه يدعو الرسل أعمدة. لذلك يقول الرسول بولس عن زملائه الرسل: "المعتبرون أنهم أعمدة" (غلا 2: 9). وماذا لهذه الأعمدة إلا أن تتقوى به؟ فإنه في حالة وقوع ما يشبه الزلازل حتى هذه الأعمدة اهتزت؛ عند آلام الرب يئس الرسل. فاهتزت الأعمدة عند آلام الرب، وبالقيامة تقوَّت. القديس أغسطينوس |
|