القديس أنطونيوس
أريدكم أن تعلموا يا أبنائى , حزنى العظيم الذى أشعر به لأجلكم حينما أرى الإضطراب العظيم الآتى علينا و أفكر فى تعب القديسين العظيم و تنهداتهم التى ينطقون بها أمام الله من أجلنا , لأنهم يشاهدون كل أتعاب و عمل خالقهم لأجل خلاصنا , و كل المشورات الشريرة التى لإبليس و خدامه و الشر الذى يفكرون فيه دائما لأجل هلاكنا منذ صار نصيبهم فى جهنم , و لأجل هذا السبب يريدوننا أن نهلك معهم و أن نكون مع جمعهم الكثير . حقا يا أحبائى فى الرب أتحدث إليكم كما إلى رجال حكماء لكيما تعرفوا تدبيرات خالقنا التى جعلها لأجلنا , و التى تعطى لنا بواسطة البشارة الظاهرة و الخفية . لأننا ندعى عاقلون , لكننا قد لبسنا حالة الكائنات غير العاقلة بسبب ميلنا مع العدو , أم لستم تعلمون كيف تكون حيل الشيطان و فنونه الكثيرة , لأن الأرواح الشريرة تحسدنا منذ أن عرفوا أننا حاولنا أن نرى عارنا و خزينا و قد بحثنا عن طريقة للهروب من أعمالهم التى يعملونها معنا , و لم نحاول فقط أن نرفض مشوراتهم الشريرة التى يزرعونها فينا بل أن كثيرين منا يهزأون بحيلهم . و الشياطين تعرف إحسان خالقنا فى هذا العالم , و إنه قد حكم عليهم بالموت و أعد لهم جهنم ليرثوها بسبب غفلتهم و كثرة خبثهم .