|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أُحجية الكرم والنسرين: طلب الرب من حزقيال النبي أن يحاجٌ بيت إسرائيل بأحجية حملت صورة حيَّة ودقيقة لما تم في السبي الأول ليهوذا وما تبعه من أحداث ومواقف. قال إن نسرًا عظيمًا كبير الجناحين، كثيف الريش ومتنوع الألوان، كثير المخالب، قد رسم أن يدخل لبنان وكما يقول العلامة أوريجانوس: [إن وصف النسر هنا يختلف عن بقية النسور من حيث حجمه الضخم وأجنحته الهائلة ومخالبه القوية، كما أنه مخطط للدخول إلى لبنان، يخلع غصون أرز مختارة ويقتلعها ويذهب بها إلى أرض كنعان، مدينة التجار، المحاطة بأسوار... أنه يحمل الزروع إلى الخارج، ليغرسها في حقل قريب من ماءٍ جارٍ . أوضح الرب إن هذا النسر هو ملك بابل [11]، فهو كبير الجناحين وكثير المخالب رمز لقوة أسلحته وضخامة جيشه. أما كثافة ريشه وتنوع ألوانه فيشيران إلى الممالك الكثيرة التي كانت تحت سيطرته. لقد وضع هذا الملك في قلبه أن يستولي على لبنان التي تُشير إلى مملكة يهوذا. يقول العلامة أوريجانوس عن نبوخذنصَّر: [لقد كان النسر العظيم، كبير الجناحين، واسع المناكب (حز 17: 3)، إذ تجرأ فقال: "بقدرة يدي صنعت وبحكمتي، لأني فهيم. ونقلت تخوم شعوب، ونهبت ذخائرهم، وحططت الملوك كبطل. فأصابت يدي ثروة الشعوب كعش، وكما يُجمع بيض مهجور جمعت أنا كل الأرض" (إش 10: 13-14)... لم يكن لهذا النسر العظيم سلطان أن يدخل لبنان... لكنهم إذ أخطأوا عند الرب، انتزعهم هذا النسر العظيم، انتزع فروع الشجرة كلها، ونقلها إلى كنعان حيث يُقال عن أرض البابليين (الملعونيين ككنعان)، إذ يقول نوح: "ملعون كنعان، عبد العبيد يكون لإخوته" (تك 9: 25)]. |
|