حلق الشعر أيضًا علامة العار والذل والعبودية، فيصير الإنسان بلا كرامة، لا سلطان له حتى على شعره أن يتركه أو يحلقه، لهذا كانت تحلق رؤوس العبيد بالكامل وأيضًا الملوك حين يؤسرون. هكذا تفعل الخطيئة بالإنسان: تفقده كل سلطان وترده من حالة الملك والقوة إلى خزي العبودية والسقوط تحت الأسر والذل. لقد خجل عبيد داود من اللقاء مع ملكهم لأن حانون ملك بني عمون شك فيهم وحلق لحاهم، فأقاموا في أريحا حتى تنبت لحاهم ويرجعوا... هكذا لا يستطيع الإنسان أن يلتقي مع الرب ملكه السماوي وهو في عار الخطيئة وخزيها بل ينتظر حتى يعلن توبته وينال المغفرة ويسترد الكرامة فيكون له إمكانية اللقاء مع الله وكل جنوده السمائيين والأرضيين.
حلق الشعر بسكين حاد يشير إلى حرب دامية حيث سمح الله للكلدانيين قساة القلب أن يغزوا يهوذا، وذلك حسب ما اقتضته عنايته الإلهية. يسمح بذلك لأن يهوذا تمردت على الله: الثُلث يبادون في حصار أورشليم، والثلث يقُتلون بالسيف دون رحمة على أيدي جنود نبوخذنصَّر، والثُلث الباقي يُشتتون على وجه الأرض بين الشعوب.