|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
النوم على جنب واحد: إذا أعلن الرب حصار أورشليم وسبيها مع تلميحه عن اهتمامه بها وتشمير ذراع قدسه لخلاصها، بدأ يوضح فاعلية الخطيئة في حياة الإنسان، إنها تحطمه تمامًا، تلقيه إلى حالة نوم دائم بلا حيوية ولا عمل، ينام الإنسان على جنب واحد كمن هو مصاب بالفالج (الشلل). لقد طلب منه أن ينام على جنبه الشمال 390 يوما (وبحسب الترجمة السبعينية 190 يومًا)، ثم يعود فينام على جنبه اليمين لمدة أربعين يومًا، بالنوم الأول يشير إلى إثم بيت إسرائيل والثاني إلى بيت يهوذا. العمل الأول يشير إلى سقوط الإنسان تحت سلطان الضربة الشمالية أي الخطايا الظاهرة كالزنا والقتل والسرقة والكذب الخ، أما الضربة اليمينية فهي الخطايا الخفية التي يتعرض لها المؤمنون والذين يخدمون الرب مثل خطايا البر الذاتي وحب الكرامة والمديح، الأمور التي ليس لها مظهر الخطيئة أمام الناس لكنها تفسد حياة المؤمنين والخدام. النوم على الجانب الأيسر يبقى زمانًا أطول من النوم على الجانب الأيمن، لأن شعب يهوذا وإن كان قد تأخر في شره عن مملكة إسرائيل الشمالية لكنه في زمن قصير كمل شره. هكذا بالضربات اليمينية يسقط المؤمنون بسرعة خطيرة، ويكمل شرهم في وقت قصير الأمر الذي جعل القديس يوحنا الذهبي الفم يعلن: [عجبي من أسقف (رئيس) يخلص!]، كما كان آباء البرية يحذرون أبناءهم الرهبان من الضربات اليمينية أكثر من اليسارية، لأن الأخيرة واضحة ويسهل التوبة عنها، أما الأولى فغالبًا ما تكون خفية تتسلل إلى القلب وتحطم توبته! لماذا نسب الجنب الأيسر لإسرائيل والأيمن ليهوذا؟ لأنه إذ يتطلع الإنسان نحو شروق الشمس يكون الشمال عن يساره والجنوب عن يمينه، هكذا إسرائيل مملكة الشمال يمثلها جنبه الأيسر ويهوذا مملكة الجنوب يمثلها جنبه الأيمن. |
|