|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس متاؤس اضطهاد القس متى والشيخ مرقس الأنطوني من دير القديس انطونيوس هجم طوايف من الافرنج على مدينة الإسكندرية ونهبوا أموالها ث تركوها ومضوا. وقد كان لهذا الحادث اثر سيئ على المسيحيين في مصر فان الأمير يلبغا الذي كان حاكمًا في تلك الأيام قام بالانتقام من هؤلاء المسيحيين وأرسل رسلا إلى جميع الأديرة الواقعة تحت سلطانه يطلب أموالهم ويستولى على أوانيهم. فلما بلغ الرسل إلى دير أبينا انطونيوس قبض الأمير الذي كان على رأس الرسل على القس متى الذي كان رئيسًا في تلك الأيام وعاقبه كثيرا للحصول على أموال وذخاير الدير حتى انه من زيادة شدة العقاب الذي حصل له صار كلما استعطف القس متى الأمير أن يمسك عنه الضرب من أجل الله كلما ازداد في ضربه حينئذ انتهر القديس مرقس الأنطوني الأمير قائلًا: "أما تنظر يا هذا انه يستعطفك لترأف به وأنت لا تقبل مرضاة الله" فلما سمع الأمير كلام الشيخ ازداد حنقا وأمر الجند أن يطلقوا سراح القس متى ويضربوا الشيخ عوضا عنه وهكذا طرح الجند بالشيخ أرضا وضربوه أمام الأمير. وعندما فرغ الأمير من عقاب الرهبان وشيخهم ورئيسهم أوثق الشيخ مرقس والقس متى وجماعة من الأخوة وانطلق بهم إلى مصر ثم ضيق عليهم في الطريق كثيرا بالجوع والعطش والمشي حفاة في البرية. وكان الشيخ كلما سأل الأمير أن يسقيهم قليل ماء لا يفعل بل بالكاد دفع لهذا الشيخ قليلًا من الماء دون رفقائه فامتنع الشيخ مرقس من ذلك ولم يقبل منه الماء حيث لم يشأ أن يشرب الماء وحده دون رفقائه وطرح الماء أمام الأمير وانتهره قائلًا: "هوذا الرب إلهنا يسقينا من عنده لأنه أكثر رحمة منك" ثم رفع عينيه بلجاجة نحو السماء فاستجاب الرب لندائه واسقط لهم مطرا غزيرا في الحال حتى تعطل سير الحملة واضطر الأمير إلى الوقوف مكانهم وتعذر سير الخيول من كثرة مياه الأمطار المتدفقة وكان ذلك في زمن الصيف حيث تعب الأخوة وعطشوا جدا من شدة الحرارة وتعب الطريق وحينئذ جلسوا وقت المطر واستراحوا وشرب جميعهم وفرحوا وأخذوا يسألون الشيخ القديس أن يصلى عنهم كي يصلوا إلى مصر ويدخلوها سالمين فأجابهم قائلًا: "إن الله لا يدعكم تدخلون مصر بل ستعودون إلى ديركم سالمين"..... وهكذا ما برح الأخوة يسيرون في الطريق إلى أن بلغوا أطفيح وهناك وجدوا أن الأمير يلبغا قج أرسل مرسوما إلى أطفيح يأمر فيه بإطلاق سراحهم وعودتهم إلى ديرهم وهكذا عاد الشيخ والقس متى الرئيس والأخوة في أثرهما وهم يرددون آيات الشكر لله ويقدمون له المجد والإكرام على عطفه وحنانه وعجايبه المدهشة. |
|