|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
القديس متاؤس انتصاره على أول تجربة حلت به لما سمع أسقف تلك الجهة بفضائله استدعاه ليكون معه في دار الأسقفية. وكان هذا الراهب الشاب رغم نسكه وتقشفه جميل الوجه وحسن الصورة مثل يوسف الصديق. وكانت هناك امرأة في المكان الذي كان يتردد عليه فلما وقع نظرها على هذا الشاب القديس اشتهت جمال حواجبه وضايقته. فما كان منه لشدة ورعه ونسكه إلا انه انفراد على ناحية وحده وكشط حاجبيه وأخذهما وجاء بهما لتلك المرأة قائلا لها: "خذي يا امرأة شعر الحاجبين اللذين اشتهيتيهما" فلما نظرته الامرأة تألمت لذلك جدا لأن تلك كانت تقيم في منزل مجاور لدار الأسقف وكان الشاب يكتم أمر هذا الحادث على الأسقف حيث لم يرد أن يشهره. ولكن الامرأة ازدادت في أمر التسلط على هذا البار فتقدم للأسقف وسأله أن يطلق سبيله فلم يشاء وما كان من الوديع إلا أن ادعى الجنون وجمع للوقت ثياب الأسقف وبلالينه الموجودة تحت يده فقطعها جميعها قطعا صغيرة وطرحها كوم شرايط وخرق. فلما نظر الأسقف هذا العمل ارتعب قلبه منه وأطلق سبيله- ففرح الشاب في وقته لنجاح حيلته وقام ومضى إلى ديره. ولم يكن الأسقف يعلم انه فعل هذا بسبب تلك المرأة بل كان يعتقد انه في حالة جنون اعتراه. ولكن الله شاء أن يبرر تصرفات الشاب مع أبيه الأسقف فألهم جماعة من المؤمنين أن يزوروا الأسقف ويطلعوه على جلية الأمر فاعلموه بما اتفق لهذا الشاب مع تلك الامرأة. فلما تحقق الأسقف صحة الخبر ندم على طرد هذا القديس. أما الراهب متى فأتى إلى معلمه واخبره بالأمر فسر منه وشجعه على السير في طريق الفضيلة والطهارة. |
|