|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
«اللهَ مَحَبَّةٌ.» ( يوحنا الأولى8:4) أَدخَل مجيء المسيح الأول كلمة جديدة إلى اللغة اليونانية بمعنى المحبة هي كلمة «أغابي». كانت هنالك كلمة للصداقة: (philia) فيليا، وأخرى للحب العاطفي (sore) إيروس. لكن لم يكن هناك كلمة لتعبّر عن الحب الذي أظهره اللّه عندما بَذَل إبنه الوحيد، هذا الحب الذي يطلب من شعبه أن يمارسوه الواحد نحو الآخر. إنه حُبٌ عالمي جديد. حُبٌ بأبعاد جديدة، ليس لمحبة اللّه بداية ولا يكون لها نهاية، محبة بلا حدود لا يمكن قياسها أبداً. إنها نقية تماماً وخالية من كل نجاسة الشهوة، إنها محبة مضحّية لا تحسب النفقة أبداً، محبة تعلن عن ذاتها بالعطاء، لأننا نقرأ «لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ إبْنَهُ الْوَحِيدَ…» و «أَحَبَّنَا الْمَسِيحُ أَيْضًا وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا…»، إنها محبة تسعى لرفاه الآخرين، وتسعى وراء المُبغَضين ووراء المحبوبين، كما تسعى نحو الأعداء والأصدقاء، غير مدفوعة بأي إستحقاق أو فضيلة في قصدها بل بصلاح المُعطي، إنها ليست أنانية بتاتاً ولا تنتظر شيئاً بالمقابل ولا تستغل الآخرين لمصلحة شخصية. إنها لا تحتفظ بالأخطاء بل تطرح غطاءً فوق العديد من الزلات والإهانات، هذه المحبة تُقابل كل إهانة باللطف وتصلي لأجل قاتليها المحتملين، محبة تفتكِر دائماً بالآخرين وتقدّرهم فوق نفسها. لكن يمكن أن تكون المحبة حازمة. يؤدب اللّه من يحبَّ، والمحبة لا تتساهل مع الخطيئة لأن الخطيئة ضارة وهدّامة بينما المحبة ترغب في حماية رعاياها من الأذى والدمار. إن أعظم إعلان عن محبة اللّه كان ببَذل إبنه الحبيب ليموت عنا على صليب الجلجثة. من يستطيع قياس محبتك يا اللّه محبة سَحَقت كنزها من أجلنا الذي فيه كانت كل مسرتك إبن محبتك، المسيح؟ |
|