منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 01 - 2023, 11:08 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,271,106

مزمور 73 | وَلَكِنِّي دَائِمًا مَعَكَ






وَلَكِنِّي دَائِمًا مَعَكَ.
أَمْسَكْتَ بِيَدِي اليُمْنَى [23].
إذ يسلم المرتل نفسه لله كي يقوده كما يشاء، فإنه يعترف أيضًا بأنه صار كبهيمٍ عندما انشغل بالأرضيات.
* وإذ يلُتفت إلى تلك الأمور ويتأملها، كان النبي فرحًا متهللًا، بينما كان مضطربًا قليلًا. لهذا السبب يقول: "لأنه ابتهج قلبي، واسترخت حقواي، وصرت كلا شيٍء، ولا أعرف وصرتُ كبهيمٍ عندك، ولكني دائمًا معك" (مز 73: 21-23). وهو يقول ما معناه: "حينما علمتُ أن الله يعتني ويهتم بشئون البشر، استراحت حقواي". وهذا يعني: بعد طول التعب المضني الذي سَبّبَه جهله القديم، استراح خلال معرفة الخير السماوي ومعرفة النعمة. لأن هناك حقوي النفس، حقواه اللتان تضطربان فينا بسبب الضغط الذي يحدثه جهلنا، لكنهما تستريحان، إذ تجدان راحةً في معرفة التعليم السماوي، وتقويان بالاعتماد على نوع ما من السند الذي تجلبه الوصايا السماوية. ثم يقول: "لهذا أدركت أنني تعبت باطلًا لأنني لم أكن أعرف ما هو حق".
"صرت كبهيم!" يضيف بحق قوله: "عندك" أو "أمامك"، أجل، فبالمقارنة مع ساكني السماء، فالإنسان ليس إلا بهيمًا؟ فالنجوم أيضًا، وإن كانت تشرق ساطعة، تنزوي وتختفي عند بزوغ الشمس. يقول موسى أيضًا: "لم أؤهل من أمس، من حين كلمت عبدك، بل أنا ضعيف وثقيل اللسان" (خر 4: 10 LXX). هكذا يبدو الإنسان بهيمًا أعجمَ بالمقارنة، لا أقول بالمسيح، بل حتى بالملائكة، لكن حتى إن كان الأمر كذلك، لا نيأس، لأن الربَ يحفظ البشرَ والبهائم كليهما معًا (مز 36: 6). ومن ثم فلأنني لم أتعلم من ذاتي بل منك، فإنني ألتصق بك دومًا حتى أكف عن أن أكون بهيمًا، وحينئذ تقول لي "وأما أنت فقفْ هنا معي" (تث 5: 31). فالإنسان الذي بجهله انحدر إلى الحماقة ونقص المعرفة، الذي يزن بميزان البهيمة، يبدأ من جديد فيصير إنسانًا، حينما تشمله نعمة الله. فهو حقًا إن اقتدر بالعقل والنعمة، لأثبت أنه إنسانًا بتلك الحقيقة عينها. ومن ثم يتهلل أنه انفصل عن الحيوانات العجماوات، ودخل في شركة البشر الذين يفتقدهم الله ويحميهم. لأنه من هو الإنسان إلا الذي يفكر الرب فيه ويفتقده؟ (قابل مز 8: 4)
القديس أمبروسيوس

* بالحقيقة صرت كبهيمٍ، عندما اشتهيت الأرضيات من الله، لكنني لن أفارقك يا إلهي.
القديس أغسطينوس

* كل البشر، ونحن أنفسنا، لسنا دومًا مع الله، بالمعنى الذي يتحدث الله نفسه بالمرتل قائلًا: "أنا مقيم دائمًا"، والذي يجيب عليه المرتل: "نعم، لتمسكني بيمينك" (مز 73: 23).
الله ليس مع كل البشر بالمعنى السليم الذي به أنت وأنا يكون لنا حين نبارك شخصًا، فنقول: "الرب معك".
ما أقصده هو هذا: أخطر بؤس للإنسان أن يكون بدون الله، بمعنى ألاَّ تكون له علاقة داخلية مع ذاك الذي هو الحياة والوجود ذاته. أضف إلى هذا ألاَّ يتذكر أنه في خطة الله الأصلية من نحو الإنسان، أن تحقيق مثل هذه العلاقة أمر ممكن.
عندما لا يكون للإنسان علاقة مع الله بهذا المعنى الداخلي لا يتذكر الله. وبهذا لا يطلب أن يدرك الله، ويتعرف على طرقه، ولا يجد فيه لذة يومية. أقول إنه ليس مع الله، مع أن الله معه...
لكي أوضِّح ما أقوله بطريقة أفضل، فلا تخطئ في هذه النقطة الهامة كأنها أمر تافه، أقدم لك مثالًا مما يحدث كل يومٍ في العالم.
تصور أنك تقابل شخصًا لم تتعرف عليه قط، لكنه يقول لك: "نعم، إنك تعرفني". ولكي يذكرك بذلك يصف لك في شيءٍ من التفصيل أين قابلك ومتى وكيف حدث ذلك. لكن بعدما يخبرك بكل هذه الأمور، لا تزال تقول له: "آسف، فإنني لست أعرفك". فإن كان هذا صحيحًا، فإنه يعني أن أمورًا أخرى تشغل ذهنك، فنسيت هذا الشخص تمامًا، وقد زال كل أثر لمعرفتك السابقة له.
لكن افترض أنك أخيرًا تذكرت الشخص، فإنك ترجع إلى فكرك السليم من نحوه. وبالتدريج إذ تقضي معه وقتًا تصير ذاكرتك من نحوه كاملة، تتذكر كل ما نسيته. ليس هذا فقط، وإنما تتعرف عليه أكثر فأكثر في أمور تفصيلية.
الآن على نفس المثال الذي قدمته لتطبقه على روحك، كيف يمكنك أن تتذكر الله، وكيف تنمو في سيرك اليومي معه.
يوجد رجال ونساء، مع إنهم في دار الإيمان، إلاَّ أنهم ليسوا مع الله. إنهم لا يدركون أنه حتى الأشياء التي تدعى صالحة ومبهجة على هذه الأرض بالحقيقة ضارة إن سببت لنا أن ننسى الله.
عندما لا نثق فيه، عندما نتجاهله أو ننساه، فإننا نكون لسنا معه. هذا يسبب ضررًا لنفوسنا على الدوام.
القديس أغسطينوس
رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
وَلكِنِّي دَائِمًا مَعَكَ
وَلكِنِّي دَائِمًا مَعَكَ أَمْسَكْتَ بِيَدِي الْيُمْنَى
وَلكِنِّي دَائِمًا مَعَكَ أَمْسَكْتَ بِيَدِي الْيُمْنَى
لكِنِّي دَائِمًا مَعَكَ
وَلكِنِّي دَائِمًا مَعَكَ


الساعة الآن 08:40 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024