|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
كَحُلْمٍ عِنْدَ التَيَقُّظِ يَا رَبُّ، عِنْدَ التَيَقُّظِ تَحْتَقِرُ خَيَالَهُمْ [20]. إذ يحل يوم الرب العظيم تستيقظ البشرية، وتقف أمام الديان كمن كانت حياتهم على الأرض حلمًا عبر. لقد عبر العالم كحلمٍ لا وجود له في الحقيقة. * إنه وهم للإنسان أن يرى في منامه أنه وجد كنوزًا. إنه إنسان غني، ولكن إلى لحظة استيقاظه... يذهب الفقير لينام، والغني صار غنيًا في نومه. إذ يقوم يجد نفسه قد فقد ما كان ينعم به أثناء نومه. يجد هؤلاء (الأشرار) البؤس الذي أعدوه لأنفسهم . القديس أغسطينوس * مدينة الله هي أورشليم السمائية، فالذين لبسوا صورة السماوي وتشبهوا بتواضع المسيح ومسكنته باختيارهم، صورتهم مكرمة في مدينة الله. وأما الذين لبسوا صورة الأرض فتُرذل صورتهم، ويسمعون منه "لست أعرفكم، اذهبوا عني يا فعلة الإثم". الأب أنثيموس الأورشليمي * إن كنا في مدينتنا، أي في هذه الحياة، نحسب صورة الله كلا شيء، يلزمنا أن نخشى أن يُحط بصورتنا لتصير لا شيء في مدينته، أي في الحياة الأبدية . الأب قيصريوس أسقف آرل * لهذا، فبالنسبة للأخير، يقول داود أيضًا، "كفوا عن الوجود، وفنوا بإثمهم، كحلمٍ من يتيقظ" (مز 73: 19-20). وهذا يعني: توقف الأشرار عن الوجود، واختفوا كحلمٍ يضمحل بمجرد استيقاظ الإنسان من النوم، لأنهم في ظلمةٍ، وفي الظلمة يمشون (مز 82: 5)، ولا يتبقى أثر من عملهم الصالح، بل يشبهون من يرى حلمًا. والمرء يحلم في الليل، والليل في الظلام، وبنو الظلمة محرومون من شمس البرً (مل 3: 20، 4: 2)، ومن ثناء الفضيلة، لأنهم ينامون دائمًا ولا يسهرون. قيل عنهم حقًا: "ناموا سنتهم (نومهم) ولم يجدوا شيئًا" (مز 76: 5)، لأنهم حقًا حينما تنفصل نفوسهم عن أجسادهم، ويتحررون حقًا من نوم الجسد، لا يجدون شيئًا، ولا يملكون شيئًا. يفقدون ما ظنوا أنهم يملكونه. لأنه حتى إن اكتظ الأحمق الغبي بالثروات، يتركها للغرباء، ولا يهبط مجد بيته معه إلى الهاوية (مز 49: 17) . القديس أمبروسيوس * وتوضح أيضًا الأحداث المتعاقبة، كيف أنه لا توجد صورة مثل ذلك الإنسان بل يفني، طالما أن صورته لا توجد في مدينة الرب، أي أورشليم العليا (مز 73: 20). لأن الرب صوَّرنا (رسمنا) بحسب صورته ومثاله، كما يعلِّمنا قائلًا: "هأنذا يا أورشليم قد نقشتُ أسوارك" (إش 49: 16)، فإن سلكنا حسنًا، تستمر تلك الأيقونة السماوية فينا، وإن سلك أحد سلوكًا ردَّيًا، تفنى تلك الصورة فيه (أو تتشوه)، أي أيقونة ذاك الذي انحدر من السماء، وتبقى في هذا الإنسان صورة الإنسان الأرضي (فقط). علي هذا الأساس، يقول الرسول أيضًا: "وكما لبسنا صورة الترابي (الأرضي). فلنلبس أيضًا صورة الآخر السماوي" (1 كو 15: 49). لهذا تستمر صور الصالحين تشرق في مدينة الله. لكن إن اِنحرف أحد إلى الخطايا المميتة ولم يتُب، تتحطم أيقونته فيه أو بالأحرى ينطرح، كما انطرح آدم وطُرد من الفردوس (تك 2: 21-24) لكن من يسلك بأسلوبٍ مقدسٍ مكرمٍ، يدخل مدينة الله (رؤ 3: 12). ويأتي بصورته الشخصية، فيشرق في مدينة الله هذه. "في مدينتك يا رب تفنى صورهم إلى لا شيء" (مز 73: 20 LXX). لأن الذين كسوا أنفسهم بأعمال الظلمة، لا يمكنهم أن يشرقوا في النور. لنوضح بمثال من العالم، تأملوا كيف تستمر صور الحكام الصالحين في المدن، بينما تتحطم صور الطغاة . القديس أمبروسيوس |
|