|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لَوْ قُلْتُ أُحَدِّثُ هَكَذَا لَغَدَرْتُ بِجِيلِ بَنِيكَ [ع15]. إذ نخطئ حين نفكر هكذا عن عدم العدالة والظلم الذي يلحق بنا، بينما ينجح الأشرار، فإن تحدثنا بهذه الأفكار نُعثر الضعفاء في الإيمان، ونحطم أبناءنا، الجيل الجديد. بمعنى آخر يليق بالمؤمنين في حكمة ألا ينطقوا بما تَعبر بهم من أفكار غبية مؤقتة، فإنهم قد يدركون خطأهم ويستردون سلامهم، لكن الذين تعثَّروا بسبب كلماتهم قد لا يرجعون إلى الرب، ولا تستريح نفوسهم. يرى القديس أمبروسيوس إن هذا التفكير من جهة نجاح الأشرار يدفع الشخص إلى تزكية قلبه باطلًا، مع أنه لو رجع إلى الكتاب المقدس لأدرك أن توزيع الأنصبة في العالم لا يقوم على استحقاقات الأشخاص، إنما لحكمة إلهية، من أجل التمتع بالخيرات الأبدية. * لهذا اتجهت إلى قلبي، وقلت لنفسي: "لو قلت هكذا إنني زكيت قلبي باطلًا" (مز 73: 15)، وأجابني صوت الله وقال: "هوذا جيل بنيك الذي قسمت نصيبه". وهذا يعني: هوذا تجد في الكتاب المقدس: يا ابن آدم إنني وزعت الأنصبة على بنيك حتى أن الثروة تمنح للأشرار من قَبيل الصدقة لا عن استحقاق. فلا المكافأة بالأموال كانت مجازاة للفضيلة، ولا كان الفقر الشديد من جهة أخرى عقابًا للخطية، لكن تحدث تلك الأمور دون ما تمييز، لأنها تمضي في الحياة كما يتدفق نهرٌ ما . القديس أمبروسيوس |
|