* يقول النبي "جبالًا" و"تلالًا" عن رتب الملائكة، الذين منهم أوائل "الجبال" ومنهم من بعدهم "التلال". فإنهم لم يكونوا يترددون مع الشعب، ولكن بعد تجسد ربنا صاروا في أُلفةٍ مع شعب المؤمنين، وصار سلام للشعب. لأن دم حمل الله يسوع المسيح رفع الخطية الحاجزة بينهم وبين الناس، وضمّ السمائيِّين والأرضيين وصيَّرهم كنيسة واحدة. وأيضًا صار فرح عظيم للملائكة بتوبة الخطاة.
هذا ويأمر الروح القدس المرتفعين بالفضيلة مثل موسى وسائر الأنبياء أن يصيروا في صُحبة الشعب، أعني مع الذين آمنوا من الأمم. بمعنى أن عابدي الأصنام كانوا يذبحون لآلهتهم على الجبال والتلال، وعلى كل أكَمة مرتفعة. فِعْلهم هذا كان يغضب الله، لأنهم تركوه، وهو الإله الحقيقي، وعبدوا المخلوقات. ولكن لما آمنوا بالمسيح الإله زالت معابد الأصنام، وبنيت هياكل لله. بهذا تحمل الجبال سلامًا للشعب، والآكام البرّ.
الأب أنثيموس الأورشليمي