|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فَأَنَا أَيْضًا أَحْمَدُكَ بِرَبَابٍ حَقَّكَ يَا إِلَهِي. أُرَنِّمُ لَكَ بِالْعُودِ يَا قُدُّوسَ إِسْرَائِيلَ [22]. يسبح المرتل الله ليس فقط من أجل أعمال محبته تجاهه، وإنما من أجل كل سماته الإلهية العجيبة. يسبحه من أجل حقه ومن أجل أنه القدوس. فالمؤمن الحقيقي لا يخشى الحق الإلهي، ولا يضطرب، لأن الله قدوس. إنما يجد في الحق الإلهي ينبوعًا ليتعرف على الحق ويختبره ويستعذبه. ويجد في القداسة الإلهية ليس رعبًا بسبب خطاياه ونجاسات قلبه، إنما يجد مصدرًا مجانيًا ونعمة فائقة ليتمتع بالشركة مع القدوس، فتنحل الخطية وتهرب، إذ لا تجد لها مكانًا في قلبه أو فكره أو أحاسيسه! يرنم المرتل بالرباب كما بالعود، أي بالروح كما بالجسد، كما يقول القديس أغسطينوس. * ما هي الرباب؟ إنها آلة من الخشب والأوتار. ماذا يعني هذا؟ يوجد شيء من الاختلاف بينهما وبين العود... يبدو أنه يقصد بالرباب الروح، وبالعود الجسد . القديس أغسطينوس * البشر مكونون ليسبّحوا كثيرًا، ولعلهم يذكرون التسبيح كل يوم بزيادة! الشمس النيّرة ليست نيّرة لنفسها أو تسير لنفسها، لكن لها نور لتنير البشر. ولأجلهم صارت النيرات في السماء، ولهم تنفع الأيام والليالي. للبشر يوجد التمييز والمعرفة والكلمة والصوت، ليعطوا التسبيح للعلي في موضعه. فم الإنسان متقن كأنما لتسبيح الرب، ومن يبطل من التسبيح صار ناكرًا (للجميل). ولهذا لك الفم لتسبّح به وتشكر به وتهلل به وتبارك به. سبّح لأن لك الكلمة المسبِّحة، وهلل لأن لك الصوت المملوء أنغامًا. اشكر لأن لك الذهن والتمييز، وبارك لأنك صرتَ إناء ناطقًا وغير صامتٍ. لم تكن شيئًا وجعلتك المراحم شيئًا عظيمًا، وبما أنك صرتَ موجودًا، فاشكر بعجبٍ، لماذا أنت ساكت؟ ادخل إلى ذاتك وانظر إلى شخصك في داخلك، ففيك توجد كل عجائب القدرة الخالقة . القديس مار يعقوب السروجي |
|