|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لِتَصِرْ مَائِدَتُهُمْ قُدَّامَهُمْ فَخًّا، وَلِلآمِنِينَ شَرَكًا [22]. ترتبط هذه العبارة بالعبارات الثلاث التالية [23-25]. وكما يقول القديس أغسطينوس لم يكن هذا القول إلا نبوة قيلت في أسلوب يبدو كمن يشتهي للأعداء هذا. فالسيد المسيح لم يُصَلِّ ضد أعدائه، وإنما من أجلهم (لو 23: 34). لقد صار طعامهم ليس موضوع لذةٍ وسرورٍ، وإنما كفخٍ يصطادهم، كما يحدث مع الحيوانات عند اصطيادهم بوضع طُعم لها. فما يظنونه طعامًا يقوتهم، يصير لهم فخًا لهلاكهم. وما يحسبونه لسلامهم، إذا به يكون لسقوطهم. فيما هم يظنون أنهم قد صاروا في أمان بعد صلب السيد المسيح، إذا بهم في فخٍ لا يعرفون كيف يهربون منه. في جوعه وعطشه إلى إيمانهم وحبهم يود أن يهبهم ذاته حياة أبدية، فقدموا له عوض الطعام والشراب علقمًا وخلًا. جحدوا الإيمان به ونصبوا فخًا خفيًا للخلاص منه. أما هو فحزين عليهم، لأنهم في طعامهم يُنصب لهم الفخ. طعامهم أن يبتلعوه هو ومؤمنيه وهم أحياء. يقول المرتل: إذًا لابتلعونا أحياء عند احتماء غضبهم علينا" (مز 124: 3). بقوله "قدامهم" يُعلن أنه يود أن يكتشفوا الخطر الذي حلّ بهم، فيعترفوا بخطئهم ويهربوا من الفخ الذي نصبوه لأنفسهم. * قد يبدو لقليلي الفهم أن بعض النصوص الكتابية مناقضة لشريعة السيد المسيح الآمر بمحبة الأعداء. فلقد جاء في العهد القديم كثير من الأدعية ضد الأعداء، مثال ذلك "لتَصِر مائدتهم... فخًّا" (مز 22:69)، "ليكن بنوهُ أيتامًا وامرأته أرملة" (مز 9:109) وغيرها من تلك العبارات التي جاءت في نفس المزمور متنبئة عن يهوذا. أما في العهد الجديد فلقد جاءت بعض النصوص التي يبدو فيها شيء من التعارض مع وصية الرب ووصية الرسول "باركوا لاعنيكم". مثال ذلك ما قاله رب المجد عندما لعن المدن التي لم تقبل كلمته (مت 20:11-25)، وما جاء على لسان الرسول عن شخص معين ليجازه الرب حسب أعماله" (2 تي 14:4). القديس أغسطينوس |
|