|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
نَجِّنِي مِنَ الطِّينِ فَلاَ أَغْرَقَ. نَجِّنِي مِنْ مُبْغِضِيَّ، وَمِنْ أَعْمَاقِ الْمِيَاهِ [14]. سبق أن رأينا أن الطين يشير هنا إلى الأشرار، فإن كان الأشرار يضغطون بالاضطهادات على الصديقين لكي يغرقوا، فإن الصديقين من جانبهم يطلبون من الله أن يُحَرِّر نفوسهم حتى لا تسقط تحت قيود الطين، فتتسخ نفسه بالشرور. يقدم الأشرار اتهامات ظالمة، لكي يشوهوا صورته، فيكون كمن هو غارق في الطين، وتحوطه البغضة من كل جانب، فلا يقبل الأشرار أقل من موته والخلاص منه. "ولما فعلوا ذلك أمسكوا سمكًا كثيرًا جدًا فصارت شباكهم تتخرَّق" (لو 5: 7). شباكهم امتلأت سمكًا عن طريق المعجزة، لكي يثق التلاميذ بأن عملهم التبشيري لا يضيع سُدى، وهم يلقون شباكهم على جمهور الوثنيِّين والضالِّين. لكن لاحظوا عجز سمعان ورفاقه عن جذب الشبكة، فقد وقفوا مبهورين صامتين، وأشاروا بأيديهم إلى إخوانهم على الشاطئ ليمدُّوا إليهم يد المساعدة. معنى ذلك أن كثيرين ساعدوا الرسل القدِّيسين في ميدان عملهم التبشيري، ولا زالوا يعملون بجد ونشاط... لازالت الشبكة مطروحة، والمسيح يملؤها بمن يخدمونه من أولئك الناس الغارقين في بحار العالم العاصفة والثائرة، كما ورد في المزامير: "نجِّني من الطين فلا أغرق. نجِّني من مبغضيَّ، ومن أعماق نفسي" (مز 69: 14). البابا كيرلس الكبير |
|