|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الجاسوسان على الجبل... "قالت لهما: اذهبا إلى الجبل لئلا يصادفكما السعاة، واختبئا هناك ثلاثة أيام حتى يرجع السعاة ثم اذهبا في طريقكما... فانطلقا وجاءا إلى الجبل ولبثا هناك ثلاثة أيام حتى رجع السعاة. وفتش السعاة في كل الطريق فلم يجدوهم" [16، 22]. لماذا طلبت راحاب منهما أن يذهبا إلى الجبل؟ وأن يبقيا هنالك ثلاثة أيام حتى يرجع السعاة؟ إذ قبلت راحاب الزانية الإيمان بالله هاج ملك أريحا، ودخل معها في عداوة ليس لأجل ذاتها وإنما من أجل إيمانها، هذا لاق بها أن ترتفع بإيمانها على جبل الله المقدس ويبقى هناك ثلاثة أيام حتى لا يقدر إبليس (ملك أريحا) أن يبلغ إليه بسعاته الأشرار. لعل هذا الجبل يُشير إلى السيد المسيح نفسه الذي تحدث عنه دانيال النبي بكونه الحجر الذي قطع بغير يدين (دا 2: 34)، هذا "الذي ضرب التمثال فصار جبلًا كبيرًا وملأ الأرض كلها" (دا 2: 35). هذا هو الحجر المقدس الذي يرفعنا إليه فيحطم إبليس ويسحقه كالتمثال، ليصير هو جبلًا يرتفع إليه جماعة الأمم. والجبل المقدس أيضًا هو كلمة الله التي ترفعنا إلى السماويات، فلا نسقط في فخاخ ملك أريحا ولا نقع بين سعاته، التي تُشير إلى شهوات الجسد وكما يقول العلامة أريجانوس: [أصبحت الزانية معرضة لحقد ملك أريحا، لماذا؟ لأن "الجسد يشتهي ضدّ الروح والروح ضدّ الجسد" (غل 5: 17)، مكتوب أيضًا: "إن كان العالم يبغضكم فاعلموا أنه قد أبغضني قبلكم" (يو 15: 18). إذن، يوجد ملك عدو لهذه الزانية، هو "رئيس هذا العالم" (يو 12: 31) الذي يطارد جواسيس يسوع ويريد أن يتخلص منهم، ولكنه لا يقدر أن يضع يده عليهم إذ يسيرون على الجبل (يش 2: 22)، ويطلبون أعالي التلال وقمم الجبال. النفس الزانية التي فينا تصرخ: "رفعت عيني إلى الجبال من حيث يأتي عوني" (مز 121: 1). حقًا إن رئيس هذا العالم لا يقدر أن يصعد هذه المناطق ويصل إلى يسوع في المرتفعات، مع أنه في التجربة أخذه إلى موضع عالي وقال له: اطرح نفسك إلى أسفل (مت 4: 6)، فإنه لا يحب سوى الساقطين إلى الأعماق السفلية. إذ هناك يملك، وهناك يقيم مسكنه، ومن هناك يهبط إلى جهنم]. وقد تأثر قيصريوس أسقف Arlesبتفسير أوريجانوس بل واقتبس الكثير من عبارته إذ يقول: [اقتفى ملك أريحا أي الشيطان أثر جاسوسي يشوع، ولكنه لم يقد أن يأسرهما إذ صعدا على الجبل. إنهما لم يسيرا في الأماكن المنخفضة ولا ابتهجا بالوديان أي الملذات بل سلكا قمم الجبال ليقولا مع المرتل: "رفعت عيني على الجبال من حيث يأتي عوني". رئيس هذا العالم لا يقدر أن يرتفع وراءهما، إذ هو يحب ما هو منحط وسهل الانكسار، لذا غالبًا ما يقود المبتهجين بالملذات، ويملك عليهم، ويجعل له مسكنًا فيهم، وينحدر بهم ومعهم إلى الهاوية. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
التقى السيد المسيح بشعبه على الجبل ليتحدث معهم معلنا دستور مملكته |الموعظة على الجبل |
الجاسوسان ارتحلوا من شطيم |
قدم الجاسوسان تقريرهما عن عمل الله معهما |
الجاسوسان لدى يشوع |
الجاسوسان على السطح |