منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 08 - 01 - 2023, 11:26 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,123

كتاب العذراء كل حين (للقديس جيروم) - القمص متياس فريد وهبة



كتاب العذراء كل حين (للقديس جيروم)

القمص متياس فريد وهبة



مقدمة



1- طلب إلى بعض الاخوة أن أرد على مقال كتبه Helvidius هلفيديوس (1)... والآن يجب أن يوضع فأس الانجيل على أصل الشجرة العقيمة لتُقطع وتُلقَى هي وأوراقها في النار، حتى يثوب هلفيديوس إلى رشده فيتعلم كيف يمسك لسانه فلا يتكلم بما لا يليق.
2- واني أدعو الروح القدس لكي ينطق على لساني ويدافع عن بتولية مريم المكرمة. كما أدعو الرب يسوع أن يحفظ كرامة الرحم المقدس الذي سكن فيه تسعة شهور من أي شكوك تثار حول شبهة أي علاقة جنسية. بل أدعو الله الآب أيضًا ان يعلن لنا أن أم ابنه التي صارت أمًا قبل أن تجتمع بيوسف ظلت عذراء أيضًا بعد أن ولدت ابنها. وفي هذا سوف لا نحتاج إلى فصاحة أو فلسفة.. بل إلى كلمات الكتاب، لكي نرد على هلفيديوس بذات الأسلحة التي استخدمها ضدنا، ليدرك انه وإن كان من السهل عليه أن يقرأ الكتاب إلا انه ليس من اليسير بالنسبة إليه أن يستوعب حقيقة الإيمان.

رد مع اقتباس
قديم 08 - 01 - 2023, 11:31 AM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,123

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب العذراء كل حين (للقديس جيروم) - القمص متياس فريد وهبة

كتاب العذراء كل حين (للقديس جيروم) - القمص متياس فريد وهبة




قبل أن يجتمعا | مريم امرأتك | يوسف حارس التجسد


الاعتراض الأول
قبل أن يجتمعا..
مريم امرأتك
سؤال
حارس التجسد
الاعتراض الأول:


3- وفي البند الأول يقول: يورِد متى "أَمَّا وِلاَدَةُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَكَانَتْ هكَذَا: لَمَّا كَانَتْ مَرْيَمُ أُمُّهُ مَخْطُوبَةً لِيُوسُفَ، قَبْلَ أَنْ يَجْتَمِعَا، وُجِدَتْ حُبْلَى مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. فَيُوسُفُ رَجُلُهَا إِذْ كَانَ بَارًّا، وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يُشْهِرَهَا، أَرَادَ تَخْلِيَتَهَا سِرًّا. وَلكِنْ فِيمَا هُوَ مُتَفَكِّرٌ فِي هذِهِ الأُمُورِ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لَهُ فِي حُلْمٍ قَائِلًا: «يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ."(2) ويقول الكاتب أن كلمة "مخطوبة" ليوسف لا تعني انها كانت وديعة عنده. ولكن لأنها كانت مخطوبة فأنها ستتزوج يومًا من الأيام. وما كان يمكن للبشير أن يقول "قبل أن يجتمعا" إذا كانا لن يجتمعا أبدًا، لأنك لا تستطيع أن تقول عن إنسان... "قبل أن يتغذى" دون أن يكون هو مقبلًا على الغذاء.

ثم ان الملاك يدعوها زوجة يوسف وانها مرتبطة به. والا فلنصغ إلى ما يقوله الكاتب " فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ، وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ. وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا"(3)

قبل أن يجتمعا..

4- والآن لنجب على هذه النقاط واحدة تلو الأخرى لكي نبين انه يناقض نفسه...


إنه يقول أن البشير لا يمكن أن يقول "قبل أن يجتمعا" إذا كانا لن يجتمعا أبدًا، ولا أن نقول عن إنسان "قبل ان يتغذى"دون أن يكون مقبلًا على الغذاء"... وأنا لا أدري هل ابكي على جهل هذا الإنسان أم اضحك على حماقته؟! فاذا قال إنسان: قبل أن أتناول طعام الغذاء على الشاطئ ابحرت إلى أفريقيا، فهل لا نصدق قوله إلا إذا اضطر إلى تناول الغذاء على الشاطئ!! ألا نفهم من ذلك ان كلمة "قبل" رغم انها تعني التتابع الزمني لكنها لا تستوجب بالضرورة حدوث الشئ التالي إذا كان هناك ما يمنع حدوثه. فعندما يقول البشير "قبل أن يجتمعا" فهو يقرر انها وجدت حبلى قبل أن يتم الزواج... ومن الذي وجدها حبلى إلا يوسف الذي لاحظ على خطيبته أعراض الحمل. وهذا لا يعني –كما أوردنا من أمثلة– انه عاشرها بعد الولادة وقد انطفأت فيه الرغبة في ذلك بعد أن لمس حقيقة حبلها المقدس.

مريم امرأتك:

ورغم انه قيل ليوسف في حلم "لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك" وقيل أيضًا "فلما استيقظ من النوم فعل كما آمره ملاك الرب واخذ امرأته".. فلا ينزعج احد من هذه الأقوال فيظن أنه طالما انها دعيت امرأته فلم تعد بعد خطيبته... ذلك لأننا نعلم أن الكتاب قد اعتاد أن يسمي الخطيبة زوجة. ويؤكد ذلك ما ورد في سفر التثنية "إِذَا كَانَتْ فَتَاةٌ عَذْرَاءُ مَخْطُوبَةً لِرَجُل، فَوَجَدَهَا رَجُلٌ فِي الْمَدِينَةِ وَاضْطَجَعَ مَعَهَا، فَأَخْرِجُوهُمَا كِلَيْهِمَا إِلَى بَابِ تِلْكَ الْمَدِينَةِ وَارْجُمُوهُمَا بِالْحِجَارَةِ حَتَّى يَمُوتَا. الْفَتَاةُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهَا لَمْ تَصْرُخْ فِي الْمَدِينَةِ، وَالرَّجُلُ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ أَذَلَّ امْرَأَةَ صَاحِبِهِ. فَتَنْزِعُ الشَّرَّ مِنْ وَسَطِكَ."(4) وأيضًا " وَمَنْ هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي خَطَبَ امْرَأَةً وَلَمْ يَأْخُذْهَا؟ لِيَذْهَبْ وَيَرْجعْ إِلَى بَيْتِهِ لِئَلاَّ يَمُوتَ فِي الْحَرْبِ فَيَأْخُذَهَا رَجُلٌ آخَرُ."(5)


سؤال:

وإذا تساءل أحد: لماذا حبلت العذراء بعد أن خطبت، ولم تحبل عندما كانت بلا خطيب أو بتعبير الكتاب: بلا زوج؟




ان لذلك ثلاثة أسباب:

اولًا: لكي يظهر أصل مريم وعشيرتها بانتسابها إلى يوسف الذي كان قريب مريم.

ثانيا: حتى لا ترجم كزانية حسب ناموس موسي.

ثالثًا: لكي يكون يوسف عونًا لمريم عند هروبها إلى مصر رغم انه كان حارس أكثر منه زوجًا.

لأنه من كان يصدق – في ذلك الوقت – قول العذراء انها حبلت من الروح القدس، وان جبرائيل الملاك آتى وبشرها بالتجسد الإلهي؟ ألم تكن عرضة لأن يشهد الجميع ضدها كزانية كما حدث مع سوسنة؟... فأنه حتى يومنا هذا، ورغم ان الجميع قد قبلوا الإيمان، فأن اليهود ما زالوا يجادلون حول قول أشعياء " «هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا."(6) فيقولون ان الأصل العبري يعني فتاة ولا يعني عذراء أي ان الكلمة هي (الماه) وليس (بيثولاه)... الأمر الذي سوف نناقشه فيما بعد بالتفصيل.

حارس التجسد:

أخيرًا يقول الكاتب انه باستثناء يوسف وأليصابات ومريم نفسها وقلة أخرى ربما عرفت الحقيقة، فإن الكل كانوا يعتبرون يسوع انه ابن يوسف. وهذا هو الذي سجله البشيرون كوضع سائد في العرف والتاريخ. فقالوا عن يوسف انه ابو مخلصنا. وعلى سبيل المثال " فَأَتَى بِالرُّوحِ إِلَى الْهَيْكَلِ. وَعِنْدَمَا دَخَلَ بِالصَّبِيِّ يَسُوعَ أَبَوَاهُ، لِيَصْنَعَا لَهُ حَسَبَ عَادَةِ النَّامُوسِ،" (7) وفي مكان آخر " وَكَانَ أَبَوَاهُ يَذْهَبَانِ كُلَّ سَنَةٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ فِي عِيدِ الْفِصْحِ." (8) وبعد ذلك قيل "وبعدما أكملوا الأيام بقى عند رجوعهما الصبي يسوع في أورشليم وأبواه لم يعلما" (9) ولاحظ أيضًا ان مريم نفسها التي أجابت جبرائيل بقولها " "كَيْفَ يَكُونُ هذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلًا؟" (10) تقول عن يوسف " يَا بُنَيَّ، لِمَاذَا فَعَلْتَ بِنَا هكَذَا؟ هُوَذَا أَبُوكَ وَأَنَا كُنَّا نَطْلُبُكَ مُعَذَّبَيْنِ!" (11)..

وليس معنى هذا – كما قلت آنفا – ان يوسف كان حقيقة أب المخلص، ولكنه دُعي هكذا لكي يحفظ سمعة مريم بدليل أنه قبل أن يسمع وصية الملاك القائلة " يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ." (12) كان يفكر في أن يطلق سراحها سرًا مما يؤكد انه كان يعرف تمامًا أن هذا الطفل الذي حبلت به ليس ابنه...
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 01 - 2023, 11:34 AM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,123

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب العذراء كل حين (للقديس جيروم) - القمص متياس فريد وهبة

كتاب العذراء كل حين (للقديس جيروم) - القمص متياس فريد وهبة





حتى ولدت ابنها البكر



الاعتراض الثاني:

5- نأتي الآن إلى نقطة أخرى.. والآية المطروحة الآن للتفسير هي "فَلَمَّا اسْتَيْقَظَ يُوسُفُ مِنَ النَّوْمِ فَعَلَ كَمَا أَمَرَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ، وَأَخَذَ امْرَأَتَهُ. وَلَمْ يَعْرِفْهَا حَتَّى وَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ. وَدَعَا اسْمَهُ يَسُوعَ." ولا حاجة للمعترض أن يثبت أن المقصود بكلمة يعرفها هنا هي المعرفة الجنسية وليست المعرفة العقلية...
ولكنه يقول ان كلمة (حتى) تدل على وقت محدد وهذا معناه أن يوسف عرفها بعد أن ولدت، وأن المعرفة كانت مؤجلة إلى بعد الولادة...




كلمة (حتى) في لغة الكتاب:

6- ولكي نفند هذا الإدعاء نقول باختصار انه كما ان لكلمة "يعرفها" معنيين: المعرفة العقلية والمعرفة الجسدية... كذلك كلمة "حتى" فهي وان كانت تحدد الزمن (كما يقول) ولكنها كثير ما تدل على زمن غير محدود. كما قال الله على فم أشعياء النبي لبيت يعقوب "حتى الشيخوخة انا هو" (13) فهل يكف عن أن يكون هو الله بعد أن يصلوا هم إلى زمن الشيخوخة؟ وعندما قال مخلصنا في الانجيل لرسله "ها أنا معكم كل الأيام إلى (حتى) انقضاء الدهر" (14)، فهل عندما يأتي انقضاء الدهر ينسى الرب تلاميذه؟ وهل عندما يجلسون على اثني عشر كرسيًا ليدينون أسباط إسرائيل الأثنى عشر يحرمون من رفقة الرب معهم؟!... وعندما يكتب بولس الرسول إلى اهل كورنثوس عن الرب انه "يجب ان يملك حتى يضع جميع الأعداء تحت قدميه" (15)... فهل يملك الرب إلى أن يخضع الأعداء جميعًا تحت قدميه ثم بعد ذلك لا يملك؟!! أم ان المُلك الحقيقي يبدأ بعدئذ؟!!
ويقول داود النبي في المزمور الرابع من مزامير المصاعد (16) "كما أن عيني الجارية نحو يد سيدتها هكذا عيوننا نحو الرب إلهنا حتى يترأف علينا" (17) فهل بعد أن ينال النبي الرحمة يحول عينيه عن الله؟!

أمثلة أخرى:
وان كان لدينا أمثلة أخرى مشابهة لا تحصى فاننا سوف نكتفي ببعض منها ونترك الباقي ليكتشفه القارئ من نفسه.
7- قيل في نهاية سفر التثنية عن موسى "لم يعرف انسان قبره حتى هذا اليوم" (18)
أي حتى يوم كتابة السفر. فهل وجد انسان قبره بعد ذلك؟...
ان البشير حرص على أن ينفي عن مريم أن زوجها عرفها قبل ان تلد وذلك لكي ندرك بالحري أن يوسف الذي لم يعرفها قبل الحبل المقدس لا يعقل أن يكون قد عرفها بعد الولادة.



لماذا امتنع يوسف؟

8- وما نود أن نعرفه الآن هو: لماذا امتنع يوسف عنها حتى ولدت؟... سوف يجيب هلفيديوس على الفور: "لأنه سمع قول الملاك" لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس"(19) وسمع أيضًا "يا يوسف بن داود لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك" (20)... إذ فقد أمره الملاك ألا يرفض زوجته أو ينفصل عنها بحجة انها زانية... ولكنه لم يأمره ألا يعرفها. وهل يُعقل أن هذا الرجل البار يتجاسر على الاقتراب منها بعد ما سمع أن ابن الله حل في بطنها؟

بالأحرى بعد أمجاد الميلاد!!

حسنًا... فإذا كان يوسف البار لمجرد حلم رآه لم يجرؤ أن يقترب منها، فهل يستساغ أن يعرفها بعد أن يسمع من الرعاة ان ملاك الرب نزل من السماء وقال لهم "لا تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ. وَهذِهِ لَكُمُ الْعَلاَمَةُ: تَجِدُونَ طِفْلًا مُقَمَّطًا مُضْجَعًا فِي مِذْوَدٍ». وَظَهَرَ بَغْتَةً مَعَ الْمَلاَكِ جُمْهُورٌ مِنَ الْجُنْدِ السَّمَاوِيِّ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَقَائِلِينَ:الْمَجْدُ للهِ فِي الأَعَالِي، وَعَلَى الأَرْضِ السَّلاَمُ، وَبِالنَّاسِ الْمَسَرَّةُ" (21)... وبعد أن يرى سمعان البار يحتضن الطفل ويصيح "الآنَ تُطْلِقُ عَبْدَكَ يَا سَيِّدُ حَسَبَ قَوْلِكَ بِسَلاَمٍ، لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ،" (22)؟ وبعد أن يرى حنة النبية، والمجوس، والنجم، وهيرودس والملائكة... هل بعد كل هذه العجائب التي عاينها يوسف يدعي هلفيديوس انه تجاسر أن يلمس أم ربه، هيكل الله ومسكن الروح القدس؟!
لقد كانت مريم في كل هذه الأحداث "تحفظ هذه الأمور في قلبها" (23). قلا تستطيع يالأحرى أن تقول ان يوسف لم يكن يعلم لأن لوقا البشير يؤيد هذه الحقيقة قائلًا "وكان يوسف وأمه يتعجبان مما قيل فيه" (24). كما أن مخطوطات الكتاب المقدس اليونانية هي بمنأى عن الشك، بدليل أن كل الكتاب الذين كتبوا باليونانية أو اللاتينية اقتبسوا منها (25)...



ثامار ويهوذا؟

9- فإذا اعترض هلفيديوس قائلًا: "ان الأمر لا يدعو إلى هذا الاسترسال في القول، لأن ما أطرحه هو السؤال التالي: لماذا لم يقل الكتاب كما قال عن ثامار ويهوذا "انه اخذ امرأته ولم يعد يعرفها ايضًا" (26)؟!.. ألم يكن في استطاعة متى أن يستخدم مثل هذا التعبير؟.. ولكن ان كان قد قال "لم يعرفها حتى ولدت" أفلا يعني هذا انه قد عرفها بعد أن امتنع عنها فترة ما قبل الولادة؟!

أيام التطهير:

10-... ألا تعلم يا هلفيديوس انك بهذا تجيز المعاشرة الزوجية عقب الولادة مباشرة، وهو ما ينهي عنه الناموس الذي يقول "إذا حبلت امرأة وولدت ذكرًا تكون نجسة سبعة أيام، كما في أيام الطمث تكون نجسة.وفي اليوم الثامن يختن لحم غرلته. ثم تقيم ثلاثة وثلاثين يوما في دم تطهيرها. كل شيء مقدس لا تمس، وإلى القدس لا تجئ حتى تكمل أيام تطهيرها (27). ولكن تمشيًا مع افكارك يكون يوسف البار قد عرفها في الحال، فيتم عليه ما يقوله أرميا لائما "صاروا حصنًا معلوفة سائبة. صهلوا كل واحد على إمرأة صاحبه (28)...
  رد مع اقتباس
قديم 08 - 01 - 2023, 11:37 AM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,123

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب العذراء كل حين (للقديس جيروم) - القمص متياس فريد وهبة

كتاب العذراء كل حين (للقديس جيروم) - القمص متياس فريد وهبة





ابنها البكر | أخوة المسيح


الاعتراض الثالث:

11-... وهنا نأتي إلى النقطة الثالثة.


يقول هلفيديوس أن مريم ولدت أبناء اُخر، معتمدًا على قول الكتاب "فصعد يوسف أيضًا من الجليل من مدينة الناصرة إلى اليهودية إلى مدينة داود التي تُدعى بيت لحم، لكونه من بيت داود وعشيرته، ليكتتب مع مريم امرأته المخطوبة وهي حبلى. وبينما هما هناك تمت ايامها لتلد. فولدت ابنها البكر وقمطته وأضجعته في المذود" (29).

وفي هذا النص يدعي ان كلمة "البكر" لا تنطبق إلا على ابن له أخوة آخرون، بخلاف كلمة الوحيد التي تطلق على الابن الوحيد لوالديه.


البكر:

12- وهنا نقول ان كل ابن وحيد هو بكر. ولكن ليس كل بكر هو وحيد. فنحن نفهم ان كلمة بكر لا تعني فقط من يتبعه آخرون، ولكنها تعني عمومًا كل من لم يسبقه أحد في الميلاد. فالرب يقول لهارون "كل فاتح رحم من كل جسد يقدمونه للرب من الناس ومن البهائم يكون لك. غير انك تقبل فداء بكر الانسان وبكر البهيمة النجسة تقبل فداءه" (30). فإن كلام الله يحدد أن البكر هو كل فاتح رحم. وإلا فإذا كان اللفظ يعني فقط كل من له أخوة أصغر منه فأنه يتعذر إذًا على الكهنة تحديد من هو البكر حتى يولد بعده اخوة آخرون، لئلا لا يولد بعده أحد. فلا يُدعى بعد بكرًا لأنه وحيد!!

ويقول الكتاب أيضًا "وفداؤه من ابن شهر تقبله حسب تقويمك فضة خمسة شواقل على شاقل القدس، هو عشرون جيرة، ولكن بكر البقر أو بكر الضأن أو بكر المعز لا تقبل فداءه. إنه قدس. بل ترش دمه على المذبح..." (31) وهكذا تقضي الوصية بأن نقدس لله كل فاتح رحم من الحيوانات الطاهرة وأما الحيوانات النجسة انها تُفدى ويعطى ثمنها إلى الكاهن وفكيف أميز الحيوان البكر؟ أم لعلي اقول للكاهن: من أدراك ان هذا ابن بكر؟ّ! فربما يولد بعده آخرون، وربما لا يولد. انتظر حتى يأتي الثاني، وإلا فليس لك شيء!! أليست هذه حماقة يرفضها الجميع، لأن من البداهة أن البكر هو كل فاتح رحم سواء كان له اخوة أم لا؟!!


يوحنا المعمدان:

ولنأخذ مثالًا يوضح لنا هذه الحالة: نحن نعرف جميعنا أن يوحنا المعمدان هو ابن وحيد. ولكن الم يكن بكرًا؟ ألم يخضع للناموس؟ انه لا شك في ذلك..

وعلى أي الأحوال فالكتاب يقول عن مخلصنا "وَلَمَّا تَمَّتْ أَيَّامُ تَطْهِيرِهَا، حَسَبَ شَرِيعَةِ مُوسَى، صَعِدُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيُقَدِّمُوهُ لِلرَّبِّ، كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ: أَنَّ كُلَّ ذَكَرٍ فَاتِحَ رَحِمٍ يُدْعَى قُدُّوسًا لِلرَّبِّ. وَلِكَيْ يُقَدِّمُوا ذَبِيحَةً كَمَا قِيلَ فِي نَامُوسِ الرَّبِّ: زَوْجَ يَمَامٍ أَوْ فَرْخَيْ حَمَامٍ." (32) فإذا كان البكر فقط هو من له أخوة، فما كان يحل تطبيق الناموس على المولود طالما لا يعلم احد ان كان سيولد بعده آخرون أم لا. أما اذا كان الناموس يطبق على الكل فهذا يعني ان البكر هو من يفتح رحم أمه دون أن يسبقه في ذلك أحد.

قتل الأبكار!!

ويكتب موسى في سفر الخروج "فَحَدَثَ فِي نِصْفِ اللَّيْلِ أَنَّ الرَّبَّ ضَرَبَ كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ، مِنْ بِكْرِ فِرْعَوْنَ الْجَالِسِ عَلَى كُرْسِيِّهِ إِلَى بِكْرِ الأَسِيرِ الَّذِي فِي السِّجْنِ، وَكُلَّ بِكْرِ بَهِيمَةٍ." (33). فهل ضرب المهلك الأبكار واستثنى منها الابن الوحيد؟!... أن هذا يبدو أمرًا سخيفًا!! وان كان الأبكار جميعًا قد هلكوا سواء منهم الوحيد أو من له أخوة، ألا يسمى إذًا الابن الوحيد بكرًا؟!!


أخوة المسيح:

13- أما اعتراض هلفيديوس الاخير الذي أراد ان يمهد له بالحديث عن الابن البكر، فهو ان الأناجيل تحدثت عن أخوة الرب. مثلًا "وفيما هو يكلم الجموع، اذا أمه وأخوته قد وقفوا خارجًا طالبين أن يكلموه" (34).وفي مكان آخر "وبعد هذا انحدر إلى كفرناحوم هو وأخوته وتلاميذه" (35). وأيضًا "فقال له أخوته: انتقل من هنا واذهب إلى اليهودية لكي يرى تلاميذك أيضًا أعمالك التي تعمل. لأنه ليس أحد يعمل شيئاَ في الخفاء وهو يريد أن يكون علانية. ان كنت تعمل هذه الأشياء فاظهر نفسك للعالم" (36) ثم يضيف يوحنا "لأنه أخوته أيضًا لم يكونوا يؤمنون به" (37). ومتى ومرقس أيضًا يقولان: "ولما جاء إلى وطنه كان يعلمهم في مجمعهم حتى بهتوا وقالوا: من أين لهذا هذه الحكمة والقوات؟! أليس هذا ابن النجار؟ اليست أمه تدعى مريم واخوته يعقوب ويوسى وسمعان ويهوذا؟ أو ليست أخواته جميعهن عندنا؟! (38) ويروي لوقا في سفر الأعمال ويقول "هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة مع النساء ومريم أم يسوع ومع أخوته" (39). ويحدثنا بولس الرسول عن لقائه التاريخي مع واحد منهم ويقول "ثم بعد أربعة عشرة سنة صعدت أيضًا إلى أورشليم... وانما صعدت بموجب اعلان... ولكني لم أر من الرسل إلا يعقوب أخا الرب" (40) ويقول في موضع آخر "ألعلنا ليس لنا سلطان أن نجول بأخت زجة كباقي الرسل وأخوة الرب وصفا" (41).


عند الصليب:

14- اما عند الصليب فيذكر متى عن أخوة الرب "وَكَانَتْ هُنَاكَ نِسَاءٌ كَثِيرَاتٌ يَنْظُرْنَ مِنْ بَعِيدٍ، وَهُنَّ كُنَّ قَدْ تَبِعْنَ يَسُوعَ مِنَ الْجَلِيلِ يَخْدِمْنَهُ، وَبَيْنَهُنَّ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ، وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَيُوسِي، وَأُمُّ ابْنَيْ زَبْدِي." (42). ويقول مرقس "وَكَانَتْ أَيْضًا نِسَاءٌ يَنْظُرْنَ مِنْ بَعِيدٍ، بَيْنَهُنَّ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ، وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ الصَّغِيرِ وَيُوسِي، وَسَالُومَةُ، اللَّوَاتِي أَيْضًا تَبِعْنَهُ وَخَدَمْنَهُ حِينَ كَانَ فِي الْجَلِيلِ. وَأُخَرُ كَثِيرَاتٌ اللَّوَاتِي صَعِدْنَ مَعَهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ." (43) ويقول لوقا أيضًا "وَكَانَتْ مَرْيَمُ الْمَجْدَلِيَّةُ وَيُوَنَّا وَمَرْيَمُ أُمُّ يَعْقُوبَ وَالْبَاقِيَاتُ مَعَهُنَّ، اللَّوَاتِي قُلْنَ هذَا لِلرُّسُلِ." (44).

ثم يقول هلفيديوس ان يعقوب الصغير وموسى هما ابنا مريم، وكذلك كل من يسميهم اليهود اخوته. وقد لقب يعقوب بالصغير تمييزًا له عن يعقوب الكبير ابن زبدى كما يقرر مرقس ويقول "وكانت مريم المجدلية ومريم ام يوسى تنظران اين وضع. وبعد ما مضى السبت اشترت مريم المجدلية ومريم ام يعقوب وسالومة حنوطا ليأتين ويدهنه". ويستطرد هلفيديوس قائلًا: وليس من المعقول الا تكون مريم امه هناك بينما تهتم المريمات الأخريات بقبر يسوع. اما اذا قلنا انها مريم اخري فها هو انجيل يشهد انها كانت هناك عندما سلمها الرب وهو على الصليب كأمه الأرملة ليوحنا ليعتني بها. إلا إذا كان البشيرون قد أخطأوا عندما ذكروا أنها أم هؤلاء المعروفين عند اليهود انهم أخوة يسوع!!!


مَنْ هم أخوة الرب:

15- والعجيب في الأمر أن هلفيديوس يسجل ان أم الرب كانت هناك عند الصليب، وانه أعطاها إلى تلميذه يوحنا بحكم ظروفها كأرملة تحيا بمفردها، مما يوحي اذن بأنها لم تنجب أولادًا آخرين يمكن أن يعولوها ويؤنسوا وحدتها!! كما انه يعطيها لقب أرملة وهذا اللقب لا وجود له في الكتاب على الاطلاق...

وإذا رجعنا إلى يوحنا نجده يقول "وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجة كلوبا ومريم المجدلية" (45). وما من شك في أن لدينا رسولين باسم يعقوب وهما يعقوب بن زبدى ويعقوب بن حلفى. فهل كان يعقوب الصغير الذي قال عنه الكتاب انه ابن مريم (وهي بالطبع ليست مريم أم ربنا) رسولًا أم لم يكن؟ فإذا كان رسولًا فلا بد ان يكون بن حلفى لأن هذا كان يؤمن بالمسيح أما أخوته" فلم يكونوا يؤمنون به" (46). وإن لم يكن رسولًا فهو إذن شخص ثالث تسمى بإسم يعقوب فكيف يُدعى يعقوب الصغير، وهذه الكلمة تستعمل للتمييز بين اثنين فقط واحد كبير والآخر صغير وليس بين ثلاثة؟!!

ولاحظ أيضًا ان أخا الرب كان رسولًا كما يقول بولس "ثم بعد ثلاث سنوات صعدت إلى أورشليم لأتعرف ببطرس فمكثت عنده خمسة عشر يومًا. ولكنني لم أر غيره من الرسل إلا يعقوب أخا الرب" (47) ويقول في نفس الرسالة "فإذ علم بالنعمة المعطاة لي يعقوب وصفا ويوحنا المعتبرين انهم أعمدة، اعطوني وبرنابا يمين الشركة" (48). ولكي لا تظن ان يعقوب هذا هو ابن زبدى فعليك أن تقرأ سفر الأعمال لتجد أن الاخير قد قتله هيرودس.

والخلاصة ان مريم التي توصف بأنها أم يعقوب الصغير هي زوجة حلفا واخت مريم أم الرب. وهي التي يسميها يوحنا الانجيلي "مريم التي لكلوبا" سواء كان ذلك أنه ينسبها إلى ابيها أو قريبها او اي سبب آخر من الأسباب. فلا تعجب إذا قيل عنها في مكان انها "مريم أم يعقوب الصغير" وفي مكان آخر مريم التي لكلوبا".. لأنه من المعتاد أن يعطي الكتاب اسمين لشخص واحد: فرعوئيل(49) حمو موسي اسمه أيضًا يثرون. وجدعون(50) تغير أسمه - دون سبب واضح – إلى يربعل. وعزيا ملك يهوذا يحمل أيضًا اسم عزاريا... وبطرس يُسمى سمعان ويُسمى أيضًا صفا. ويهوذا الغيور يُسمى في انجيل آخر تداوس... وأمثلة أخرى كثيرة يستطيع أن يجمعها القارئ بنفسه من كل جزء في الكتاب المقدس.



كيف يسمون أخوة الرب؟

16- والآن سنجتهد أن نشرح كيف يمكن أن يُدعى أولاد مريم أخت العذراء مريم أم ربنا "أخوة الرب"، رغم انهم لم يكونوا من قبل يؤمنون به...



يوجد في الكتاب المقدس أربعة أنواع من الأخوة: بالطبيعة، وبالجنس، وبالقرابة، وبالحب.



وكمثال للأخوة بالطبيعة: يعقوب وعيسو، والأسباط الاثنا عشر، وأندراوس وبطرس، ويعقوب ويوحنا.



والأخوة بالجنس: مثل اليهود. فهم يسمون أخوة في سفر التثنية "إِذَا بِيعَ لَكَ أَخُوكَ الْعِبْرَانِيُّ أَوْ أُخْتُكَ الْعِبْرَانِيَّةُ وَخَدَمَكَ سِتَّ سِنِينَ، فَفِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ تُطْلِقُهُ حُرًّا مِنْ عِنْدِكَ" (51). وفي نفس السفر " فَإِنَّكَ تَجْعَلُ عَلَيْكَ مَلِكًا الَّذِي يَخْتَارُهُ الرَّبُّ إِلهُكَ. مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِكَ تَجْعَلُ عَلَيْكَ مَلِكًا. لاَ يَحِلُّ لَكَ أَنْ تَجْعَلَ عَلَيْكَ رَجُلًا أَجْنَبِيًّا لَيْسَ هُوَ أَخَاكَ." (52). وأيضًا "لاَ تَنْظُرْ ثَوْرَ أَخِيكَ أَوْ شَاتَهُ شَارِدًا وَتَتَغَاضَى عَنْهُ، بَلْ تَرُدُّهُ إِلَى أَخِيكَ لاَ مَحَالَةَ. وَإِنْ لَمْ يَكُنْ أَخُوكَ قَرِيبًا مِنْكَ أَوْ لَمْ تَعْرِفْهُ، فَضُمَّهُ إِلَى دَاخِلِ بَيْتِكَ. وَيَكُونُ عِنْدَكَ حَتَّى يَطْلُبَهُ أَخُوكَ، حِينَئِذٍ تَرُدُّهُ إِلَيْهِ." (53) ويقول بولس الرسول " فَإِنِّي كُنْتُ أَوَدُّ لَوْ أَكُونُ أَنَا نَفْسِي مَحْرُومًا مِنَ الْمَسِيحِ لأَجْلِ إِخْوَتِي أَنْسِبَائِي حَسَبَ الْجَسَدِ، الَّذِينَ هُمْ إِسْرَائِيلِيُّون" (54).



النوع الثالث:

أما الأخوة بالقرابة فتنطبق على الذين هم من عائلة واحدة، لأنهم يتفرعون عن أصل واحد، ففي سفر التكوين نقرأ " فَقَالَ أَبْرَامُ لِلُوطٍ: «لاَ تَكُنْ مُخَاصَمَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَبَيْنَ رُعَاتِي وَرُعَاتِكَ، لأَنَّنَا نَحْنُ أَخَوَانِ." (55) في حين ان لوطا لم يكن أخا ابراهيم بل ابن أخيه هاران. لأن "وَلَدَ تَارَحُ أَبْرَامَ وَنَاحُورَ وَهَارَانَ. وَوَلَدَ هَارَانُ لُوطًا." (56) لذلك نقرأ أيضًا "وكان آبرام ابن خمسة وسبعين سنة لما خرج من حاران. فأخذ أبرام ساراي امرأته ولوطا ابن أخيه" (57).

أما إذا كنت لا تزال متشككًا في أن يدعى القريب أخًا، فإليك واقعة أخرى "فلما سمع ابرام ان أخاه سبي جر غلمانه المتمرنين ولدان بيته ثلاثمائة وثمانية عشر"(58).

وفي وصف المعركة التي انتصر فيها ابراهيم يقول "واسترجع كل الأملاك، واسترجع لوطا أخاه" (59)...



مثال آخر:

واليك مثال آخر: عندما هرب يعقوب ابن اسحق ورفقة من وجه أخيه إلى ما بين النهرين ودحرج الحجر عن فم البئر وسقى غنم لابان خاله، " فَكَانَ لَمَّا أَبْصَرَ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ بِنْتَ لاَبَانَ خَالِهِ، وَغَنَمَ لاَبَانَ خَالِهِ، أَنَّ يَعْقُوبَ تَقَدَّمَ وَدَحْرَجَ الْحَجَرَ عَنْ فَمِ الْبِئْرِ وَسَقَى غَنَمَ لاَبَانَ خَالِهِ. وَقَبَّلَ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ وَرَفَعَ صَوْتَهُ وَبَكَى. وَأَخْبَرَ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ أَنَّهُ أَخُو أَبِيهَا، وَأَنَّهُ ابْنُ رِفْقَةَ، فَرَكَضَتْ وَأَخْبَرَتْ أَبَاهَا." (60). وأيضًا "قال لابان ليعقوب: الانك اخي تخدمني مجانًا؟ اخبرني ما أجرتك؟" (61). وبعد عشرين عامًا عندما هم بالعودة إلى وطنه مع بنيه ونسائه دون علم حميه لابان، ولحقه لابان في جبل جلعاد وهناك فتش عن أصنامه التي كانت راحيل قد خبأتها في خبائها، " وَأجَابَ يَعْقُوبُ وَقَالَ لِلاَبَانَ: «مَا جُرْمِي؟ مَا خَطِيَّتِي حَتَّى حَمِيتَ وَرَائِي؟ إِنَّكَ جَسَسْتَ جَمِيعَ أَثَاثِي. مَاذَا وَجَدْتَ مِنْ جَمِيعِ أَثَاثِ بَيْتِكَ؟ ضَعْهُ ههُنَا قُدَّامَ إِخْوَتِي وَإِخْوَتِكَ، فَلْيُنْصِفُوا بَيْنَنَا الاثْنَيْنِ." (62)... فمن هم اخوة يعقوب ولابان الذين كانوا هناك؟ ان عيسو لم يكن هناك بكل تأكيد. كما ان لابان بن بتوئيل لم يكن له اخوة بل له أخت واحدة هي رفقة!!



النوع الرابع:

17-...ولئلا نطيل الحديث نأتي غلى النوع الرابع من الاخوة وهي أخوة الحب. وهذا النوع بدوره ينقسم إلى قسمين: المحبة الروحية، ومحبة المصالح الشخصية العامة. أما عن المحبة الروحية فكلنا كمسيحيين نُدعى اخوة، كما يقول المزمور"هوذا ما أحسن وما أجمل أن يسكن الأخوة معًا" (63).وفي مزمور آخر يقول المخلص "اخبر باسمك أخوتي" (64). وفي الانجيل يقول للمجدلية "اذهبي إلى أخوتي وقولي لهم..." (65) هذا لأننا جميعًا أخوة لأب واحد يربطنا جميعًا رباط الأخوة الواحد. يقول النبي " قَالَ إِخْوَتُكُمُ الَّذِينَ أَبْغَضُوكُمْ وَطَرَدُوكُمْ مِنْ أَجْلِ اسْمِي: لِيَتَمَجَّدِ الرَّبُّ" (66). ويكتب بولس الرسول إلى اهل كورنثوس:

"وَأَمَّا الآنَ فَكَتَبْتُ إِلَيْكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ مَدْعُوٌّ أَخًا زَانِيًا أَوْ طَمَّاعًا أَوْ عَابِدَ وَثَنٍ أَوْ شَتَّامًا أَوْ سِكِّيرًا أَوْ خَاطِفًا، أَنْ لاَ تُخَالِطُوا وَلاَ تُؤَاكِلُوا مِثْلَ هذَا" (67)...



فإذا استعرضنا هذه الأنواع الأربعة من الأخوة ثم قارناها بأخوة ربنا يسوع فإننا نجد انهم ينتمون إلى نوع من الأخوة بالقرابة مثل لوط وابراهيم، ومثل يعقوب ولابان. بل مثل ابراهيم وسارة زوجته، لأنه يقول عنها "فيقتلوني لأجل امرأتي، وبالحقيقة هي أختي أبنة أبي" (68)...


مثل أبوة يوسف:

18- وأخيرًا أقول ان أخوة ربنا حملوا هذا الاسم بنفس الطريقة التي بها دُعي يوسف" أبًا له. وهذا ما قالته مريم نفسها لا اليهود: "هوذا أبوك وأنا كنا نطلبك معذبين" (69). ويروي البشير ان أباه وأمه كانا يتعجبان مما قيل فيه. وقد سبق ان اقتبسنا كثير من النصوص التي تُثبت أن يوسف دُعي أباه... ونضيف إليها قول يوحنا الإنجيلي "فيلبس وجد نثنائيل وقال له: وجدنا الذي كُتب عنه في موسى والأنبياء يسوع ابن يوسف" (70)... فكيف يمكن أن يُدعى يسوع ابن يوسف وهو الذي ولد من الروح القدس (71) فهل كان يوسف أباه الحقيقي؟ حاشا...انه من الحماقة والجهل ان نقول ذلك. أما إذا سُمي يوسف أبًا له كأمر شائع، فإن ما ينطبق على يوسف ينطبق على أخوة الرب أيضًا.


صوت الكنيسة واجماع الأباء:

19- وإمعانًا في غيه يستشهد هلفيديوس ببعض اقوال ترتليانوس (72) وفيكتورينوس (73) اسقف بيتافيم.

وأنا لا أريد أن أقول عن ترتليانوس إلا انه لا علاقة له بالكنيسة. أما عن فيكتورينوس فاني اؤكد انه لا يقول عن أخوة الرب انهم أبناء مريم وأنهم أخوة بالطبيعة بل بالقرابة.

ويطول الوقت إذا أوردت شهادات أخرى من كتابات الآباء مثل أغناطيوس وبوليكاريوس وايريناوس والشهيد يوستينوس وآخرين من الآباء الرسوليين وغيرهم من الذين قاوموا أبيون وثيئودوتس البيزنطي وفالنتينوس، هؤلاء الذين إذا قرأت كتاباتهم صرت حكيمًا.



  رد مع اقتباس
قديم 08 - 01 - 2023, 11:39 AM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,257,123

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب العذراء كل حين (للقديس جيروم) - القمص متياس فريد وهبة

كتاب العذراء كل حين (للقديس جيروم) - القمص متياس فريد وهبة




لا نحتقر الزواج | تقديس الجسد والروح

مقارنة سخيفة:

20- ولم يكتف هلفيديوس بما قال بل لجأ إلى مقارنة غريبة بين التولية والزواج مما جعلني أتذكر المثل القائل "هل رأيت الجمل يرقص؟!" فهو يقول "هل العذارى أفضل من ابراهيم واسحق ويعقوب الذين كانوا متزوجين؟!... الا يصور الله الأطفال كل يوم في بطون أمهاتهم؟! اذن فلماذا يخجلون من فكرة أن يكون لمريم زوج بعد ولادتها؟ وإذا كانوا يرون ان ذلك لا يليق بهم، فعليهم بالتالي ألا يؤمنوا ان الله ولد من العذراء ولادة طبيعية! فإذا كان ارتباط عذراء بزوجها بعد ان تلد هو أمر شائن فكم بالحري نزول الله ليولد طفلًا من بطن امرأة وعن طريق جهازها التناسلي؟!!"


أخلى ذاته:

- اننا يا هلفيديوس لا نؤمن بحلول الله في بطن العذراء فحسب بل ونؤمن بكل صور الاتضاع واخلاء الذات (التي مارسها رب المجد) مثل مكوثه في الرحم تسعة شهور، ونموه في البطن قليلًا قليلًا، ثم الولادة، والدم... والمذود الخشن، وصراخ الطفل، والختان في اليوم الثامن، وايام التطهير... أننا لا نخجل من كل ذلك بل على العكس فأنه على قدر نزوله وإتضاعه لأجلي على قدر احساسي اني مديون له بكل ذلك. ومهما إجتهدت في تصوير الإتضاع فلن تجد صورة مخجلة اكثر من الصليب الذي به نعترف وبه نؤمن ونفتخر على أعدائنا.

ولكن كما نؤمن بكل ما كتب في الانجيل، هكذا نرفض كل ما لم يكتب فيه. فنحن نؤمن ان الله ولد من عذراء لاننا نقرأ هذا في الانجيل ولكن لا نؤمن أن القديسة مريم تزوجت بعد الولادة طالما ان الأنجيل لا يذكر ذلك.


لا نحتقر الزواج:

ونحن لا ننفي عن العذراء الزواج إحتقارًا منا له، فالبتولية نفسها هي ثمرة الزواج. ولكن عندما نتكلم عن القديسين ينبغي ألا نتسرع في الحكم. وإلا فلو سرنا على هذا النهج لقلنا ان يوسف البار كان له مثل ابراهيم ويعقوب اكثر من زوجة، وان أخوة الرب هم ثمرة تلك الزيجات(74)..

فإذا كنت يا هلفيديوس تدعي ان مريم لم تبق عذراء فأني اقول لك أن يوسف نفسه بسبب مريم قد قبل البتولية، حتى يولد ابن بتول من زواج بتولي. فيوسف اذ كان قديسًا بارًا نأى بنفسه عن أن يتهم بالزنى. كما ان الكتاب لم يذكر عنه انه تزوج غير مريم العذراء التي كان حارسًا لها فقط – فمن ثم فالذي استحق ان يُدعى أبًا للرب ظل هو نفسه بتولًا.




بين البتولية والزواج:

وإذا كنت في مجال مقارنة بين البتولية والزواج، فأني استسمح القارئ في ألا يظن مطلقًا اني اذ امدح البتولية فاني اذم الزواج أو اقلل من شأنه. كذلك فأني لا استطيع مطلقًا أن افاضل بين قديسي العهد القديم وبين قديسي العهد الجديد، اي بين الذين تزوجوا والذين امتنعوا عن الزواج. فانه لاختلاف الزمن والظروف لا يجوز أن نطبق على السابقين ما ينطبق علينا نحن الذين انتهت الينا أواخر الدهور.

هم كان قانونهم "اثمروا واكثروا واملأوا الأرض" (75) وان العاقر التي لا تنجب في اسرائيل ملعونة (76). لذلك هم تزوجوا وأخذوا نعمة، وترك كل منهم أباه وأمه والتصق بإمرأته وصار معها جسدًا واحدًا. ولكن فجأة دوى لنا صوت الرسول كالرعد معلنًا هذه الوصية: "الوقت منذ الآن مقصر. لكي يكون الذين لهم نساء كالذين ليس لهم" (77) فالتصقنا نحن بالرب وصرنا معه روحًا واحدًا.. لماذا؟!.. لأن " غَيْرُ الْمُتَزَوِّجِ يَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ كَيْفَ يُرْضِي الرَّبَّ،وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُ فَيَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ يُرْضِي امْرَأَتَهُ. إنَّ بَيْنَ الزَّوْجَةِ وَالْعَذْرَاءِ فَرْقًا: غَيْرُ الْمُتَزَوِّجَةِ تَهْتَمُّ فِي مَا لِلرَّبِّ لِتَكُونَ مُقَدَّسَةً جَسَدًا وَرُوحًا. وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجَةُ فَتَهْتَمُّ فِي مَا لِلْعَالَمِ كَيْفَ تُرْضِي رَجُلَهَا" (78).


تقديس الجسد والروح:

هل لك ان تعترض؟.. ان قائل هذا الكلام هو بولس الإناء المختار الذي يميز بين الزوجة والعذراء... اذ لم تعد غير المتزوجة تسمى امرأة بل عذراء (79) وعندما يقول "غير المتزوجة تهتم فيما للرب لتكون مقدسة جسدًا وروحًا" فأنه يصف العذراء انها هي التي تكون بالفعل مقدسة جسدًا وروحًا. اذ لا فائدة في أن تكون بتول بالجسد وزوجة بالفكر والقلب.


الاهتمامات الزوجية:

"اما المتزوجة فتهتم فيما للعالم كيف ترضي رجلها" فهل تظن انه لا فرق بين من تقضي وقتها في الصلاة والصوم وبين من تهتم - عند وصول زوجها - بأن تتزين كي ترضي زوجها. وعلى نقيض هذا قد تتعمد العذراء ان تبدو أقل جمالًا، بل وتهمل ذاتها لتخفي محاسنها الطبيعية. اما المرأة المتزوجة فهي تلجأ إلى المساحيق والتجمل أمام المرآه وتسعي - كما لو كانت تلوم خالقها- إلى أن تبدو أكثر حسناء وبهاء....

وناهيك عن انشغالها باطفالها، وضجيجهم، ومتابعتهم، ومراقبة تصرفاتهم، وتدبير الانفاق عليهم، ومواجهة متطلبات الحياة اليومية من معاملة الخدم واستقبال الضيوف والعناية بنظافة المنزل وتنسيقه... فبحقك خبرني: أين هو نصيب الانشغال بالله في دوامة هذه الاهتمامات؟!!!



  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
كتاب التجسد: معناه وأهدافه - القمص متياس فريد وهبة
رحيل القمص متياس فريد
البساطة المسيحية للقديس جيروم
بورترية رائع للقديس جيروم
القمص متياس تاوضروس


الساعة الآن 09:40 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024