|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لماذا طلب موسى من يشوع أن ينتخب رجالًا ويحارب عماليق؟ قلنا أن موسى يمثل الناموس، ويشوع يمثل يسوع المسيح واهب النعمة، وكما يقول الإنجيلي: "لأن الناموس بموسى أُعطي، أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا" (يو 1: 17). كأن الناموس ممثلًا في موسى قد كشف عن عماليق العدو العنيف وأوضح خطورة الموقف، لهذا صرخ ليسوع المسيح القادر وحده أن يختار رجالًا روحيين يهبهم إمكانية النصرة. كشف الناموس عن عماليق الحقيقي، كقول الرسول: "لم أعرف الخطية إلاَّ بالناموس فإنني لم أعرف الشهوة لو لم يقل الناموس لا تشته" (رو 7: 7)، لكنه لم يقدر أن ينزعها، لذا قدمني ليسوع غالب الخطية، كقول الرسول نفسه: "لأن غاية الناموس هي المسيح للبر لكل من يؤمن" (رو 10: 4). وكأن عمل الناموس مزدوج: الكشف عن خطورة المعركة مع عماليق (الخطية)، والإعلان عن الحاجة إلى يسوع كقائد للمعركة الروحية وواهب الغلبة. يعلق العلامة أوريجانوسعلى هذا النص الكتابي (خر 17: 8-10)، قائلًا: [اعترف موسى بعدم قدرته على تحريك الجيش. اعترف بعجزه عن قيادته، ومع أنه هو الذي صنع الخروج من أرض مصر (خر 32: 11). لهذا يقول الكتاب أنه نادى يشوع وقال له: "انتخب لنا رجالًا وأخرج"، تُرى على من وقعت مسئولية محارية عماليق؟!]. يا لها من صورة رمزية رائعة، إذ يقول موسى ليشوع: "انتخب لنا رجالًا وأخرج". وكأنه صوت الناموس الموسوي الذ هيأ الطريق للمخلص، وها هو يصرخ إليه، سائلًا إياه أن يختار مؤمنيه كرجال ناضجين (1 كو 16: 3)، ليس فيهم عجز الطفولة ولا تدليل النساء . يخرجون إلى الحرب الروحية معه وبه، ذاك الذي بتجسده وإخلائه ذاته خرج إلينا لكي يغلب بالنيابة عنا، باسمنا ولحسابنا. لقد رآه يوحنا الحبيب: "خرج غالبًا ولكي يغلب" (رؤ 6: 2). لقد خرج في طاعة للآب محب البشر حتى الموت (في 2: 8)، ومن أجل محبته ليّ (غل 2: 20). ليحمل الموت عن كل واحدٍ منا، مصارعًا عماليق الحقيقي! |
|