يُكرر يونان ذات الطلب بعد أن جفت اليقطينة أي إسرائيل! على أي الأحوال هذه الطلبة أو الشهوة حملت جانبًا نبويًا، فكممثل للسيد المسيح أو كرمز له يطلب الموت عن شعبه متطلعًا أن خلاص البشرية يتحقق بموت الصليب لا بالنزول عنه أو الخلاص منه. فلا عجب إن قال السيد المسيح نفسه لتلاميذه: "شهوة اشتهيت أن آكل هذا الفصح معكم" (لو 22: 15). إن كان هو حمل الفصح الذبيح فإنه يشتهي أن يقدم حياته بيديه ليهب مؤمنيه جسده ودمه المبذولين عن خلاص العالم!
اشتهى يونان أن يموت لكن في مرارة من أجل هلاك شعبه المعلن خلال خلاص الأمم، أما يوناننا فجاء لأجل هذه الساعة، متقدمًا للآلام بسرور مستهينًا بالخزي (عب 12: 2) ليفدي البشرية كلها.