الصوم، حسب ما تعلنه كلمة الله لنا، هو الامتناع عن الطعام وكل شيء للتفرغ للشركة مع الرب أو التذلل مع الصلاة لأجل أمر معين. وهذا يتضح من كلام استير لمردخاي عندما قالت له: «صُومُوا مِنْ جِهَتِي وَلاَ تَأْكُلُوا وَلاَ تَشْرَبُوا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ لَيْلاً وَنَهَارًا» (أستير٤: ١٦). وهذا ما أمر به ملك نينوي أهلها «لاَ تَذُقِ النَّاسُ وَلاَ الْبَهَائِمُ وَلاَ الْبَقَرُ وَلاَ الْغَنَمُ شَيْئًا. لاَ تَرْعَ وَلاَ تَشْرَبْ مَاءً. وَلْيَتَغَطَّ بِمُسُوحٍ النَّاسُ وَالْبَهَائِمُ وَيَصْرُخُوا إِلَى اللَّهِ بِشِدَّةٍ وَيَرْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ عَنْ طَرِيقِهِ الرَّدِيئَةِ» (يونان٣: ٧-٨).
أرجو أن نلاحظ أن الصيام ليس هو ثمن البركة الذي ندفعه، فالبركة ثمنها دم المسيح فقط. أما الصوم فهو إعلان صادق عن الاحتياج للبركة، كما أنه إظهار ضبط النفس الذي يميز المسيحي الذي يضبط نفسه في كل شيء.