دخلت أستر إلى الملك لاطفها: "يا أستير أنا أخوكِ لا تخافي، إنك لا تموتين إنما الشريعة ليست عليك ولكن على العامة". ألسنا نسمع ذات الكلمات حين ندخل حضن الآب فنجد الابن أخًا بكرًا لنا، يشفع فينا لننعم بشركة أمجاده فلا نخاف الدينونة لأننا لا نموت. وكما يقول الرسول بولس في جرأة: "من سيشتكي على مختاري الله؟! الله هو الذي يبرر. من هو الذي يدين؟! المسيح هو الذي مات بل بالحري قام أيضًا الذي هو أيضًا عن يمين الله الذي أيضًا يشفع فينا" (رو 8: 32-34).
لقد ضم الملك أستير بين ذراعيه ووضع صولجان الذهب على عنقها، هكذا يضمنا الآب في حضنه ويقيمنا كملكة بالصليب (صولجان الذهب) الذي قبلناه حاملينه مع الرب على عنقنا.
أما قولها أنها رأته كملاك الله فاضطرب قلبها من هيبة مجده فيحمل رمزًا للكنيسة التي تعاين أسرار الله وتنظر وجهه وتدخل في هيام حب أبدي لا ينقطع، وتبقى كل أبديتها تتأمله بحب ممتزج مهابة!
الآن نردد ما قاله القديس أغسطينوس: [ألم يحقق الله لها ما سألته (14: 13) إذ عمل في قلب الملك... سمع لها فغيّر قلبه بقوة خفية فعالة حتى قبل أن يسمع توسلاتها].