أكد مردخاي لأستير أن أحداث حياتها ليست مجموعة من الصدف ولا هي ثمرة جهاد بشري محض، إنما هي خطة إلهية لمجد الله وبنيان الكنيسة ونمو حياة أستير الروحية. هكذا آمن يوسف عندما قال لإخوته الذين سلموه للعبودية: "لا تتأسفوا ولا تغتاظوا لأنكم بعتمومي إلى هنا؛ لأنه لاستبقاء حياة أرسلني الله قدامكم" (تك 45: 5)... فإن كانت أستير قد صارت ملكة أو يوسف بيع كعبد، فالله سيد التاريخ إنما يدخل بهما إلى حيث يمجداه لحساب الجماعة المقدسة كلها.
كشف لها مردخاي أن تخرج من دائرة التفكير الضيق، فلا تفكر في حياتها أو موتها، لأن ما يصيب شعبها يمس حياتها وحياة بيت أبيها، إذ يقول لها: "لا تفتكري أنكِ تنجين في بيت الملك". وفي نفس الوقت أكدّ لها أن العمل الذي تقوم به يقوم به الله نفسه فهو سيخلص حتمًا، فإن مدت يدها للعمل فالله نفسه كأب ملتزم بالعمل... فلا تخف.
ليتنا نعمل دائمًا منطلقين من دائرة الأنا، مدركين أن عمل الله الروحي لن يفشل، وأن يده قادرة على الخلاص إن سلمنا حياتنا بين يديه.