إن كان مردخاي يمثل السيد المسيح، فطريق الخلاص إنما بدأ بشق مردخاي ثيابه ولبس المسوح وخروجه إلى المدينة ليصرخ صرخة مرّة تهز أبواب السماء، فتخلص أستير الملكة وشعبها من الإبادة. هكذا خلع السيد المسيح مجده مخليًا ذاته من أجلنا (تمزيق الثياب)، حاملًا جسدنا (لبس المسوح)، وحالًا في وسطنا على أرضنا (خروجه إلى المدينة) وصرخ على الصليب ليسلم روحه من أجل خلاصنا.
وكما يقول الأب أفراهات: [إذ جلس مردخاي والتحف بالمسوح أنقذ أستير وشعبها من السيف، إذ لبس المسيح جسدًا... خلص الكنيسة وأولادها من الموت].
في كل كورة وصل إليها أمر الملك تحولت حياة اليهود إلى مناحة وصوم وبكاء كما فرش الكثيرون المسوح ممتثلين بمردخاي... إنها صورة حيَّة للمؤمنين الذين يتأملون يوم الرب العظيم وإذ يدركون عمل الخطية فيهم ينوحون مقدمين توبة صادقة ليغتصبوا مراحم الرب.