|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
هنا يعود فيوجه الحديث إلى الرب نفسه: صَعِدْتَ إِلَى الْعَلاَءِ. سَبَيْتَ سَبْيًا. قَبِلْتَ عَطَايَا بَيْنَ النَّاسِ، وَأَيْضًا الْمُتَمَرِّدِينَ لِلسَّكَنِ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلَهُ [18]. كان خورس المرنمين يسبحون بهذه العبارة عندما كان التابوت يبلغ إلى قمة صهيون، ويُوضع في المكان المخصص له. وهي تسبحة تبدو كأنها نشيد عسكري يُنشَد عندما تتحقق نصرة على الأعداء. فالمُنتصِر يوضع في أعلى موضعٍ في المركبة، بينما يُربط الملوك المنهزمين وقادتهم خلف مركبة المنتصر. يُربَطون معًا في المركبة، يسيرون تكريمًا للمنتصر. أيضًا كان من عادة الملوك المنتصرين، أن ينثروا أموالًا على جمهور الشعب الذي يستقبلهم بروح الفرح والهتاف. وكنوعٍ من السخرية بالمتمردين، كان الملوك أيضًا يلقون بالمال عليهم، حتى يظهر المتمردون كمن يتلقفون فضلات المنتصرين[70]. "للسكن أيها الرب الإله"، كثير من الملوك المنتصرين، إذ يعودون ومعهم الغنائم، يقومون بعد الانتهاء من الاحتفالات الخاصة بالنصرة بالسكن وسط الشعب ليقدموا لهم من خيرات النصرة، ويحققوا نوعًا من الاستقرار بعد متاعب الحرب ونفقاتها الباهظة على الشعب. هكذا مع الفارق يسكن الله وسط شعبه ليعلن اهتمامه بشعبه، ورعايته، فيقدم لهم من خيرات نصرته، ألا وهو الشركة في حياته المقامة، والتمتع بعربون صعوده إلى السماء. لقد قيد الله العدو إبليس وملائكته كما بقيود، وأعطى شعبه سلطانًا عليهم حتى لا يخافوهم، بل ولا ينشغلوا بهم، إنما يتهللون بالحياة المُقامة والجلوس في السماويات. * أشار الرسول إلى ذلك، موضحًا هذا في حديثه عن الرب يسوع: "ولكن لكل واحدٍ منا أُعطيت النعمة حسب قياس هبة المسيح، لذلك يقول: إذ صعد إلى العلاء سبى سبيًا وأعطى الناس عطايا" (أف 4: 7-8)... لقد أعطى عطايا للناس، مرسلًا إليهم الروح القدس الذي هو روح الآب والابن. القديس أغسطينوس |
|