أستير كملت أيام تعطرها "ستة أشهر بزيت المّر وستة أشهر بالأطياب وأدهان تعطر النساء" [12]. ماذا تعني الستة أشهر التي تعطرت فيها بزيت المرّ إلاَّ قبولها الدفن مع عريسها المسيح المدفون وقد طُيب بالمرّ... إنها تبقى ستة أشهر، ورقم 6 يُشير إلى أيام الخليقة، أي تبقى تحمل الآلام وتدفن مع عريسها كل أيام غربتها حتى يتم كمالها الروحي وتلتقي في اليوم السابع مع الرب وجهًا لوجه. وكما تدفن مع الرب هكذا تقوم معه، إذ تُشير الأطياب والأدهان إلى رائحة القيامة المبهجة. إذًا لنتألم معه وندفن معه ونقوم أيضًا معه! هذا هو طريق البلوغ إلى الإكليل السماوي.
وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: [يليق بكم ألاَّ تقلقكم هذه الآلام بل بالحري تفرحكم... هكذا يليق بنا أن نسلك الطريق حتى نشاركه في المجد والكرامة... ما أمجد الآلام! بها نتشبه بموته!].