|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العقبة (الذات) «لأنَّ الجَسَدَ يَشتهِي ضِدَّ الرُّوحِ، والرُّوحُ ضِدَّ الجَسَدِ» ( غلاطية 5: 17 ) في غاية المناسبة أن نُضيف إلى عنوان هذا المَقال وصفًا فنقول: ”العقبة الكبرى أو الضخمة“، لأن الكلام يتناول أكبر عقبة في طريق الجهاد المسيحي والنمو في النعمة. إنها ”الذات“. حين آمنا بالرب يسوع مخلِّصًا «وُلدنا ثانية» وصرنا «شُركاء الطبيعة الإلهية» ( 2بط 4: 1 )، لكن الذي ينبغي أن يبقى أمامنا دائمًا هو أننا مع نوالنا الحياة الجديدة وأخْذِنا طبيعة جديدة، لم نَخلُص من الطبيعة القديمة التي بها وُلِدنا من آدم. هذه الطبيعة القديمة، الذات التي تعني أنا وأنت، ما زالت فينا. ونستطيع بما أُعطينا من وسائل النعمة أن نُقمع الذات ونضبطها ونكبح جماحها، لكننا لا نفقدها. كم مرة تأففنا وتألمنا من وجود هذه الذات القديمة! وكم مرة تمنَّينا لو أن الطبيعة الجديدة حلَّت محلها بالتمام ، وأنهَت وجودها، بدلاً من أن تكون شيئًا جديدًا أُضيف إلى جانب العتيق الموجود! فكل مؤمن له طبيعتان، جديدة وقديمة. وقال أحدهم: إن كل عمل وكل قول يصدر عنا، كل ما نؤديه وكل ما نفكر فيه، إنما يؤثر ويتأثر بواحدة من الاثنتين؛ بالطبيعة القديمة أو بالجديدة. فالطبيعة الجديدة تتغذَّى بالروحيات، والطبيعة القديمة تتغذَّى بالجسديات. ونحن المسؤولون عن ضعف وقوة إحداهما أو الأخرى. ويكتب الرسول عن المقاومة بين الجسد والروح قائلاً: «لأن الجسد يشتهي ضد الروح، والروح ضد الجسد..» ( غل 17: 5 )، وسر النُصرة هو أن «نسلك بالروح فلا نُكمِّل شهوة الجسد». الجسد فينا يُدمدم ويقلق ويَنغوي بمبادئ العالم وأساليب الشرير. الجسد هو الذي يُقلِّد ويتفنَّن في مُمارسة طرق العالم. والجسد هو الذي يتظاهر بالتقوى، ويحتضن الكبرياء، ودائمًا ينحدر أدبيًا، ويُعجَب بنفسه ويغضب ويحسد ويحقـد. وهكذا واضح أن حياة النُصرة تبدأ بهزيمة هذا الجسد، بقمعه وتقييد حركته، والانصراف عن شهواته، ومخاوفه ونزعاته «ولكن الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء ... إن كنا نعيش بالروح، فنسلك أيضًا بحسب الروح» ( غل 24: 5 ، 25). إذن بقوة الروح القدس فينا، وليس بمجهودات جسدية غاشة، يمكننا أن نضع أقدامنا على الطريق الصحيح. |
|