|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصراعات الطائفية في سوريا: بدأت تظهر الصراعات الطائفية في سوريا على عهد ابراهيم باشا على شكل حوادث صغيرة متفرقة في مناطق تواجد المسيحيين. ففي عام 1840، قُتِل قسيساً كاثوليكياً في دمشق واتهمت السلطات العثمانية اليهود بقتله في أحد طقوسهم الدينية. واعتقلت 13 يهودياً حيث مات منهم 4 تحت التعذيب قبل أن تفرج عن البقية تحت ضغط البريطانيين. وفي عام 1950 ولأول مرة في تاريخ مدينة حلب، هجمت جموع من أغلبية المدينة المسلمة على مسيحييها الأغنياء وقتلت منهم العشرات وجرحت المئات. كان ذلك نتيجة لنقمة التجار المسلمين الذين عانت أشغالهم بسبب تفضيل الأوروبيين للمسيحيين في تعاملاتهم التجارية. لكن أشد الخلافات كانت في جبل لبنان، حيث كانت الأمور تغلي على نار هادئة بين الدروز المعارضين والموارنة الداعمين لإبراهيم باشا، إلى أن ظهرت إلى العلن بعد خروجه من سوريا. فكان عام 1841 بداية النزاعات الطائفية بين الجانبين التي استمرت بشكل متقطع إلى أن تأججت بحرب شعواء في عام 1860. بدأت حرب الجبل في 1860 على شكل ثورة شعبية قام بها الفلاحون الموارنة ضد إقطاعييهم الدروز. لكنها تحولت تدريجياً إلى حرب طائفية بين الموارنة والدروز. لم ترق هذه الثورة للعثمانيين. رأوا فيها تحد لسلطتهم في الجبل ومحاولة من الموارنة بدعم من رجال الكنسية لإعادة حكم الشهابيين (الأمير بشير) الذي انتهى بعد خروج المصريين بقليل. وفي فترة ثلاثة أسابيع، بين 28 أيار و18 حزيران، قامت القوات الدرزية، وبتشجيع من العثمانيين، بحملة إبادة كاملة ضد مسيحيي الجبل والبقاع. فارتكبت المجازر في حوالي 200 – 380 قرية، من أشهرها مجازر دير القمر وجزين وراشيا وحاصبيا وزحلة. وقتل على أثرها ما بين 10,000 – 20,000 مسيحي (تختلف المصادر في عدد المدن والقتلى). وسرقت ونهبت البيوت والكنائس، ودُمِّرت كل كنسية حتى بلغ عددها حوالي 560 كنيسة وقتل كل الرهبان الذين لم يستطيعوا النجاة. خلال كل هذا، لعب العثمانيون دور المتفرج، إذ لم يحركوا ساكناً لمحاولة وأد الفتنة. وحين لجأ الفارون من الموت إلى محمياتهم طلباً للحماية، لم يكتفوا بأخذ السلاح منهم بحجة أنه لا داعي له وأنهم سيحمونهم، بل لم يقاوموا الدروز حين هجموا عليهم، وتركوهم يعيثوا قتلاُ بالموارنة المحصورين بلا مفر. أما الذين نجوا فكانوا قد احتموا عند الدروز البسطاء بعيداً عن عيون الجنود. وكان المهاجمون يقتحمون بيوت الأمراء حيث لجأ المسيحيين ويقتلون الأمراء الذين حموهم ويسرقون وينهبون بيوتهم ثم يحرقونها. كما مدت القوات العثمانية العون للدروز في حربهم الحاسمة على زحلة التي كان سقوطها عبارة عن النقطة الفاصلة في هذا الصراع الدموي. بعد سقوط زحلة، انتشرت الحروب في كل أنحاء سوريا وانضم المسلمون السنة والشيعة إلى الدروز في حربهم ضد المسيحيين بكافة أطيافهم وأين وجدوا. فاقتحم مسلمو بعلبك بشقيهم السني والشيعي بيوت المسيحيين في القرى المجاورة وعاثوا قتلأً ونهباً وحرقاً للممتلكات. ووصلت الفتنة إلى مشارف صيدا وجبل عامل واعتنقت الإسلام قرى بكاملها في الجليل الأعلى و محيط صيدا وصور خوفاً من الإبادة وكذلك فعل العديد من المسيحيين في قرى الريف الدمشقي خاصة وأرياف سوريا عامة. تابع مسلمي دمشق أخبار سقوط القرى المسيحية في جبل لبنان، الواحدة تلو الأخرى، بسعادة غامرة ولم يشعروا بالأسف على الأرواح المزهوقة. كان اعتقادهم أن مسيحيي الجبل كانوا متعالين على الدروز وأنهم هم من بدأوا بالتعدي حين استغلوا وجود المصريين لمد سلطاتهم على حساب الدروز والإستيلاء على أراضيهم. |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أفضل الزراعات المنزلية |
وبعد الكثير من الصراعات |
عام الحروب و الصراعات |
الصراعات في حياتك |
لكل زوجين لا تتجنبوا الصراعات |